10‏/10‏/2008

تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد النبى الخاتم و على آله و اصحابه و من دعى بدعوته الى يوم الدين
احاديث النبى الصحيحة عن مصر
إنكم ستفتحون مصر . وهي أرض يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها . فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا
منعت العراق درهمها وقفيزها . ومنعت الشام مديها ودينارها . ومنعت مصر إردبها ودينارها . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم
" إن فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً، فإنهم خير أجناد الأرض
في (كشف الخفاء 2/276) عن عمرو بن العاص، حدثني عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة" .ولم يذكر له إسناداً، ولا ذكر من خرّجه، وذكره في (كنـز العمال رقم 38262)، وعزاه لابن عبد الحكم في (فتوح مصر)، وابن عساكر في (تاريخه)
تاريخ الفتح الاسلامى بين تدليس النصارى و حقيقة الأمور


الجزء الأول

المراجع المسيحية المستخدمة

يوحنا النقيوسى
وهو من اخذ منه كل افتراءات النصارى على جيش الفتح الاسلامى و استخدم اقواله كل الحاقدين على الاسلام فيما بعد
هو اسقف مصرى عاش فى الفتره التاليه للفتح الاسلامى فى مصر ، كتب كتابا تاريخيا عن تاريخ مصر (وهو كتاب بلا قيمة حقيقيه سوى ان المؤرخين الاجانب استخدموا الاجزاء التى تتحدث عن دخول العرب مصر ) لاثبات ان المسلمين ارتكبوا مذابح ضد المصريين الاقباطومن اشهر من اشار الى هذا كتاب الفريد بتلر عن فتح مصر ، و كتاب تاريخ الامه القبطيه ، وكلاهما تحامل على المسلمين استنادا لكتاب هذا الرجل
يصفونه بانه (شخصيه مريضه ) بصريح العباره لانه مصاب كما نرى بالساديه وحب تعذيب الاخرين مما حدا الاساقفه الى عزله ، ومثل هذه الشخصيات تستمتع باختراع احداث دمويه تستلذ بتخيلها ، كما فعل فى كتابه ثانيا كتاب ساويرس بن المقفع (سير الاباء البطاركه) وهو اسقف شهير جدا وصل الى منصب البطريركيه على ما اذكر او منصب انبا ، وهو له اعتبار كبير وقد ابدى اعجابه (بتقوى يوحنا النقيوسى) ورغم هذا فهو يذكر له حادثة شارك فيها بالتزوير (شهادة زور ) لتغيير وصية البابا الميت بتعيين شخص معين خلفا له ، وقام بتعيين شخص اخر وفى كلا الحالتين فالرجل من مصادرهم شارك فى التزوير فى امر دينى خطير وهو اختيار البطريرك ، وهو شخصيه مريضه بالساديهفاى شهادة تبقى لرجل كهذا

المرجع الثانى ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين ( ملاوى المنيا اسم "الأشمونين" هو تحريف للإسم المصري القديم "خمون" أو مدينة الثُمانية المقدسة. وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر في مصر العليا القديمة.) أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء
ساويرس أبن المقفع مؤلف تاريخ بطاركة كنيسة الإسكندرية القبطية كل ما نعلمه عن حياة ساويرس المعروف باسم "أبى البشر بن المقفع الكاتب" أو "أبى البشر جا – رود الكاتب المصرى" ينحصر في ثلاثة تواريخ: 1- نوفمبر 950م، وهو تاريخ تأليفه لكتاب "تفسير الأمانة"، الذى استكمل به كتابه السابق لهذا التاريخ وهو كتاب "المجامع"، وهو رد على كتاب "نظم الجوهر" لسعيد بن بطريق البطريرك الملكانى المقرب للفاطميين. 2- سبتمبر 955م، تاريخ إعادة تفسير كتابه السابق. 3- سنة 987م، مساهمته في تحرير الرسالة المجمعية إلى بطرك السريان. هذه هى التواريخ الأكيدة، وكل ما يضاف بعد ذلك هو اجتهادات تحاول الاقتراب من الحقيقة.
ولد ساويرس حوالى عام 915م من والد لقب بالمقفع ، وقد درج بعض الكتاب على استعارة معنى "المقفع" الذى عرف به عبد الله بن المقفع الكاتب الشهير الذى عاش في القرن الثامن الميلادى، والذى نقل كتاب "كليلة ودمنة" من "البهلوية" إلى "العربية" والذى اتهم باختلاس مال الخراج، فعوقب بالضرب على يديه حتى تفقعت" أى تشنجت، كما ذكر البعض في تفسير "المقفع" إنها تعنى "منكس الرأس أبدا". وحقيقة تفسير معنى "المقفع" ترجع غالبا إلى الكلمة المصرية "قفة" التى حرفت إلى "قفعة" .. ولكنها ما زالت تنطق حتى اليوم في لفظها الأول "قفة" وهى تطلق على وعاء من الخوص أو حبال ليف النخيل، يصنعه عادة الفلاحون في الريف المصرى، وكذلك الرهبان والمتصوفة، ولعل والد ساورى كان يمتهن هذه المهنة فاشتهر بالمقفع، أى صانع "القفع". أما السين المضافة إلى ساورى فهى من اللواحق المقدونية. تربى ساورى تربي
ومن هذان اتى بعدهم بعض المحرفين في القرن العشرين منهم ما سوف نسردهم الان
(1) كتاب اقباط ومسلمون منذ الفتح العربى حتى عام 1922 إعداد جاك تاجر د فى الآداب من جامعة باريس
(2) صفحات من تاريخ مصر فتح العرب لمصر تأليف الفرد 0ج0بتلر
(3) تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م ص290
(4) تاريخ مصرالاسلاميه0 إلياس الايوبى
(5) المؤرخ كامل صالح نخلة ص 17
(6) كتاب فتوح مصر وأخبارها ل - إبن عبد الحكم نشره تشارلس تورى عام 1922
(7) كامل صالح نخله مجله التوفيق القبطيه الخمس مدن الغربيه 16/2/1938


هذه هى المراجع المسيحة و عليكم ان تحكمو بانفسكم على هذه المراجع من شخص سادى مريض نفسى و رجل تفقفقت يدها من كثرة الضرب عليها و اخرون لم يعاصروا الفتح و نقول عن يوحنا النقيوسى المولد بعد الفتح الاسلامى بحاولى قرنان و نصف من الزمن
اى لم يعاصر الفتح لا هو ولا ابوه و جده حتى



أحب أن ابدأ حديثي في ان أبين الفرق بين الفاتح و المحتل
الفاتح : هو من يرفع الظلم و يضع الحق و لا يغتصب الحق و يعيد للبلاد كرامة الانسان فيها
المحتل: هو من يضع الظلم و يزيد الباطل و يغتصب الحقوق و يزل كرامة الانسان

من التعريف السابق نستطيع ان نعرف الفرق بين حال مصر في عهد المحتل الرومانى و الفاتح الاسلامى
ولا يجب ان ننسى ان المسلمين الفاتحين ليسو بغرباء عن مصر فالمسلمين العرب من نسل إسماعيل الذى هو امه هاجر المصرية ( اذن ليس هناك غربة او بعد ) فالمصريين أخوال العرب و تربط العرب بالمصريين علاقة دم و دعونى اشبه الموقف و كأنك مقهور من شخص غريب و جاء ابن خالتك و حرر أرضك ووجدك على ضلالك فحسن أخلاقك و عقيدتك فما المشكلة فهل يكره الخير الا الشيطان !!!
ثم انه من دمى و ابن خالتى و امه هى منى و من نفس جنسى و يشاء المولى عز وجل ان يرتب الامور هكذا و ان يقول النبى عن المصريين انهم خير اجناد الارض و هم اخوال النبى و النبى نفسه كان فيه الملامح العربية المصرية فالارتباط بين العرب و المصريين ارتباط لا ينكره الا حاقد او مدلس او مخرب فالدم واحد و الاصل واحد
والان دعونى اعرض عليكم ما ساقه البغاة ذوى العقول المتعفنه من الاقباط المسيحيين على اسباب فتح مصر و نسى او تناسى هؤلاء ان هناك مؤرخين كتبو قبل ان يولد اجدادهم ما كان حقيقة سبب في فتح مصر
فقد قال النصارى ان اسباب فتح مصر هو الحاح عمرو ابن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب و قالو ان عمرو شاهد حفلة فى الاسكندرية قام المدعون بلعبه شائعه فى ذالك العصر 0 وهي رمى كره على الحاضرين فمن تقع عليه يعتبر حاكم مصر، ثم يقوم بالامر والنهى0 وما على الباقيين الا السمع والطاعه والخضوع لاْوامره وحدث ان سقطت الكره على عمرو الذى حضر مشاهدا أثار هذا الحادث العجيب اللاعبين وكانو صفوه تجار الاسكندريه (1)
ومن معاملات عمرو التجاريه مع الاقباط 0 لمس روح الكراهية التى يكنها الاقباط للبيزنطيين وتنافر قيادات الجيش مع حكام الاقاليم والحاكم العام ( البطرك الملكي اليوناني ) وشاهد غناها وثرائها وارضها الخضراء- كما لمس هدوء الاقباط وتفوقهم الحضاري
هذا قول النصارى فبالله اسأل الجميع اى تفوق حضاري يدعيه النصارى و هم تحت قهر و ذل الرومان في ذلك الوقت و كانو مثل البقر الذى يرعى لأسياده فقط ولا يستطيع الواحد ان يفعل الا ما يأمره به سيده و الا كان السوط هو الوسيله للتأديب و هم من دينه يعرفون ان فلندع ما لله لله و ما ليقيصر لقيصر و ينقل النصارى من كتب المؤرخين الاسلاميين نقلا بتحريف كعادتهم و كأدبهم حتى مع كتابهم المقدس فنقلو من كتاب المؤرخ اليعقوبى و ازادو و استنتجوا ما لم يكتبه هو ولا غيره على تقدم الاقباط او حتى رقيهم في عهد الاحتلال الرومانى وان اسألهم الان ما هى الحضارة التى صنعها المصريين في اثناء الاحتلال الرومانى و من ايام عهد دخول الرومان في عهد البطالمه و كليوباترا و حتى انقسام الكنيسة بعد مجمع خلقدونيه و اذلال الكاثوليك الرومان للأرثوذكس المصريين
و كذبوا بدعائهم عدم فتح عمر بن العاص لكتاب امير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى نزول عمر بن العاص مصر و انظرو الى كذبهم المفضحو فقد قالو
الح عمرو بن العاص على الخليفه عمر بن الخطاب قائلا له: إن فتحها قوه للمسلمين وعونا لهم0وهى أكثر الارض اموالا وأعجزها عن القتال والحرب0(2) وفى موضع آخر إستمر إلحاح عمرو لغزو مصر فعندما خلا عمرو بن العاص بعمر بن الخطاب فىالجابيه قرب دمشق إستأذنه فى المضى لغزو مصر قائلا: انى عالم بطرقها , وهى اقل منعه وأكثر اموالا0فكره أمير المؤمنين الاقدام على من فيها جموع الروم وجعل عمرو يهون امرها0(3) فقد قال للخليفة: «أتأذن لي في أن أصير إلى مصر ، فإنّا إن فتحناها كانت قوّة للمسلمين ، وهي من أكثر الأرض أموالا ، وأعجزها عن القتال»(1) 1 . تأريخ اليعقوبي: 2 / 147 ـ 148 ولم يزل عمرو يعظم من أمرها عند عمر بن الخطاب ويخبره بحالها ويهون عليه فتحها حتى ركن بذلك عمر ، فعقد له 4000 رجل كلهم من عك ، ويقال 3500 (4) حينئذ قال عمر بن الخطاب له: سر وأنا مستجير الله فى مسيرك 0 ولما خيم الظلام رحل عمر بجيشه دون أن يشعر به أحد بعد مده دخل
ثم انظرو الى هذا الفسق في عرض الامر فقد قالو ان خطاب امير المؤمنين وصل عمر بن العاص و هو ما زال على حدود مصر فإذا بعمر بن العاص يسأل انحن في مصر ام مازلنا في الشام !!!!!!
بالله عليكم ماهذا الخبل يقولون ان عمرو بن العاص قال لامير المؤمنين انه عالم بطرقها و الذين اتو مع عمرو لفتح مصر لم يكن فيهم احد يعرف الطريق اساسا الى مصر فكيف يسأل و هو ادرى بطرقها و لكنه الكذب النصرانى الاجوف الذى يعرفه طفل لم يتجاوز الحلم بعد
فكتاب الفاروق عمر وصل الى عمرو بن العاص و هو في رفح و انتم جميعا تعرفوا ان رفح في تلك الفترة مصرية و مازال هناك رفح مصر و رفح فلسطين و هى مقسمه و لم تكن كذلك في ذلك الوقت و بالفعل كان عمرو بن العاص قد دخل مصر
حتى نزل قرية فيما بين رفح والعريش فسأل عنها فقيل‏:‏ إنها من أرض مصر فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين فقال عمرو لمن معه‏:‏ ألستم تعلمون أن هده القرية من أرض مصر قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فإن أمير المؤمنين عهد إلي وأمرني إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع ولم يلحقني كتابه حتى دخلناأرض مصر فسيروا وامضوا على بركة الله‏.‏ وقيل غير ذلك‏:‏ وهو أن عمر أمره بالرجوع وخشن عليه في القول‏.‏ وروي نحو مما ذكرنا من وجه آخر من ذلك‏:‏ أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دخل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فقال عمر له‏:‏ كتبت إلى عمرو بن العاصي أن يسير إلى مصر من الشأم فقال عثمان‏:‏ يا أمير المؤمنين إن عمرًا لمجرأ وفيه إقدام وحب للإمارة فأخشى أن يخرج في غير ثقة ولا جماعة فيعرض المسلمين للهلكة رجاء فرصة لا إلى عمرو إشفاقًا على المسلمين ثم قال عثمان‏:‏ فاكتب إليه‏:‏ إن أدركك كتابي هذا قبل أن تدخل مصر فارجع إلى موضعك وان كنت دخلت فمض لوجهك
وقال المقريزى المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 58 من 167 ) : " حتى إذا كان بالعريش أدركه النحر فضحى عن أصحابه يومئذ بكبش "
و نسى هؤلاء او تناسو ان النبى قد قال اذ دخلتم مصر فاتخذوا منها جندا كثير فبها خير اجناد الارض او كما قال النبى صلى الله عليه و سلم و نسى هؤلاء ايضا ان النبى بعد ان استقر الوضع في الجزيرة ارسل كتابا الى كل الحضارات الى كسرى و قيصر و من ضمن هؤلاء المقوقس عظيم مصر اذن فالامر ليس الحاحا من عمرو بن العاص و ليس مجرد سعى لكسب اموال او غنيمه او كسب ارض و انما الاصل في الامور هو رفع الظلم و نشر الحق و دين الله يا من ادعيتم كذبا على المسلمين سعيهم الى المال و التوسع فالنبى بارساله هذه الرسائل الى هؤلاء هى اشارة لفتح هذه البلاد لنشر الاسلام و لم يترك النبى اى جزء من العالم القديم ولا الحضارات المعروفه الى و بعث لها بكتابه لنشر دين الله
و التاريخ الاسلامى يثبت ان قبل فتح مصر ‏ أنه بعثه بعد فتح بيت المقدس، وأردفه بالزبير بن العوام وفي صحبته بشر بن أرطاة وخارجة بن حذافة، وعمير بن وهب الجمحي‏.‏ فاجتمعا على باب مصر فلقيهم أبو مريم جاثليق مصر ومعه الأسقف أبو مريام في أهل الثبات، بعثه المقوقس صاحب إسكندرية لمنع بلادهم، فلما تصافوا قال عمرو بن العاص‏:‏ لا تعجلوا حتى نعذر، ليبرز إلى بومريم وأبو مريام راهباً هذه البلاد، فبرزا إليه‏.‏
فقال لهما عمرو بن العاص‏:‏ أنتما راهبا هذه البلاد فاسمعا إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأمره به وأمرنا به محمد صلى الله عليه وسلم، وأدى إلينا كل الذي أمر به، ثم مضى وتركنا على الواضحة، وكان مما أمرنا به الأعذار إلى الناس، فنحن ندعوكم إلى الإسلام، فمن أجابنا إليه فمثلنا، ومن لم يجبنا عرضنا عليه الجزية، وبذلنا له المنعة، وقد أعلمنا أنا مفتتحوكم، وأوصانا بكم حفاظاً لرحمنا منكم، وإن لكم إن أجبتمونا بذلك ذمة إلى ذمة‏.‏
ومما عهد إلينا أميرنا استوصوا بالقبطيين خيراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بالقبطيين خيراً، لأن له رحماً وذمة‏.‏
فقالوا‏:‏ قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء معروفة شريفة، كانت ابنة ملكنا وكانت من أهل منف، والملك فيهم فأديل عليهم أهل عين شمس فقتلوهم وسلبوهم ملكهم واغتربوا فلذلك صارت إلى إبراهيم عليه السلام مرحباً به وأهلاً‏.‏
أمَّنَا حتى نرجع إليك، فقال عمرو‏:‏ إن مثلي لا يخدع، ولكني أؤجلكما ثلاثاً لتنظروا ولتناظرا قومكما، وإلا ناجزتكم‏.‏
قالا‏:‏ زدنا، فزادهم يوماً‏.‏
فقالا‏:‏ زدنا، فزادهم يوماً‏.‏ فرجعا إلى المقوقس فأبى أرطبون أن يجيبهما وأمر بمناهدتهم‏.‏
فقالا لأهل مصر‏:‏ إما نحن فسنجتهد أن ندفع عنكم، ولا نرجع إليهم، وقد بقيت أربعة أيام قاتلوا، وأشار عليهم بأن يبيتوا المسلمين‏.‏
فقال الملأ منهم‏:‏ ما تقاتلون من قوم قتلوا كسرى وقيصر، وغلبوهم على بلادهم‏.‏
فألح الأرطبون في أن يبيتوا للمسلمين، ففعلوا فلم يظفروا بشيء، بل قتل منهم طائفة منهم الأرطبون، وحاصر المسلمون عين شمس من مصر في اليوم الرابع‏.‏ وارتقى الزبير عليهم سور البلد، فلما أحسوا بذلك خرجوا إلى عمرو من الباب الآخر فصالحوه، واخترق الزبير البلد حتى خرج من الباب الذي عليه عمرو،
فأمضوا الصلح، وكتب لهم عمرو كتاب أمان‏:‏
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص ولا يساكنهم النوبة‏.‏
وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح، وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليهم ما حق لصونهم، فإن أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزاء بقدرهم، وذمتنا ممن أبي بريئة‏.‏
وإن نقص نهرهم من غايته رفع عنهم بقدر ذلك‏.‏
ومن دخل في صلحهم من الروم والنوبة فله مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم، ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه، أو يخرج من سلطاننا، عليهم ما عليهم أثلاثاً ي كل ثلث جباية ثلث ما عليهم‏.‏
على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله، وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين، وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأساً، وكذا وكذا فرساً على أن لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة‏.‏
شهد الزبير وعبد الله ومحمد ابناه وكتب وردان وحضر فدخل في ذلك أهل مصر كلهم وقبلوا الصلح، واجتمعت الخيول بمصر وعمروا الفسطاط، وظهر أبو مريم، وأبو مريام، فكلما عمرا في السبايا التي أصيبت بعد المعركة فأبى عمرو أن يردها عليهما، وأمر بطردهما وإخراجهما من بين يديه، فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أمر أن كل سبي أخذ في الخمسة أيام التي أمنوها فيها أن يرد عليهم، وكل سبي أخذ ممن لم يقاتل، وكذلك من قاتل فلا يرد عليه سباياه‏.‏
وقيل‏:‏ إنه أمره أن يخيروا من في أيديهم من السبي بين الإسلام وبين أن يرجع إلى أهله، فمن اختار الإسلام فلا يردوه إليهم، ومن اختارهم ردوه عليهم، وأخذوا منه الجزية‏.‏
وأما ما تفرق من سبيهم في البلاد ووصل إلى الحرمين وغيرهما، فإنه لا يقدر على ردهم، ولا ينبغي أن يصالحهم على ما يتعذر الوفاء به‏.‏
ففعل عمرو ما أمر به أمير المؤمنين، وجمع السبايا وعرضوهم وخيروهم فمنهم من اختار الإسلام، ومنهم من عاد إلى دينه، وانعقد الصلح بينهم‏.‏
اما عمراً والزبير سارا إلى عين شمس فحاصراها، وأن عمراً بعث إلى الفرما أبرهة بن الصباح، وبعث عوف بن مالك إلى الإسكندرية‏.‏
فقال كل منهما لأهل بلده‏:‏ إن نزلتم فلكم الأمان، فتربصوا ماذا يكون من أهل عين شمس، فلما صالحوا صالح الباقون‏.‏
وقد قال عوف بن مالك لأهل إسكندرية‏:‏ ما أحسن بلدكم ‏؟‏‏.‏
فقالوا‏:‏ إن إسكندر لما بناها قال‏:‏ لأبنين مدينة فقيرة إلى الله غنية عن الناس فبقيت بهجتها‏.‏
وقال أبرهة لأهل الفرما‏:‏ ما أقبح مدينتكم ‏؟‏‏.‏
فقالوا‏:‏ إن الفرما - وهو أخو الإسكندر - لما بناها قال‏:‏ لأبنين مدينة غنية عن الله فقيرة إلى الناس، فهي لا يزال ساقطاً بناؤها فشوهت بذلك‏.‏
ويذكر ان مصر فتح معظمها بالحسنى و بدون قتال الى موضع حصن بابليون و الفرما و الاسكندرية لما كان بها من جنود رومان متحصنين بالقلاع و الاديرة و طردوا منها رهبانها لاستخدامها في الحرب او استخدموا الرهبان و القساوسه الاقباط كدروع بشرية بل و اجبروهم على القتال بدون سلاح و لكن بالعصى و ادوات الزراعه و هى الاشياء الوحيدة التى كان يمكن للقبطى ان يمسك بها في ذلك الوقت و ما يكن يسمح للمصرى في عهد الاحتلال الرومان باكثر من ذلك
وقيل فى كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي عن أبن عبد الحكم وغيره
فكتب عمرو إلى عمر بذلك ثم رقي إلى المنبر وقال ‏:‏ لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد‏:‏ إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست انتهى كلام الذهبي
و من هنا نرى ما هو اسلوب الفاتح الاسلامى لمصر و مدى عدل المسلمين مع اهل الذمة من القبط
روينا من طريق ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال‏:‏ لما افتتحت مصر آتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤنة من أشهر العجم - فقالوا‏:‏ أيها الأمير، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها‏.‏
قال‏:‏ وما ذلك ‏؟‏‏.‏
قالوا‏:‏ إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل‏.‏ فقال لهم عمرو‏:‏ إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله‏.‏
قال‏:‏ فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء‏.‏
فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل‏.‏
فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد‏:‏ فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك‏.‏
قال‏:‏ فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة، وقطع الله تلك السُّنَّة عن أهل مصر إلى اليوم‏.‏

و قد قيل ان في هذه السنة ‏ مات هرقل وقام بعده ولده قسطنطين‏.‏

وقد سأل القبط عن العهود بينهم وبين عمرو بن العاص فقالوا‏:‏ فإن ناسًا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد فقال‏:‏ ما يبالي ألا يصفي من قال إنه ليس لهم عهد فقلت‏:‏ فهل كان لهم كتاب فقال‏:‏ نعم كتب ثلاثة‏:‏ كتاب عند طلما صاحب إخنا وكتاب عند قزمان صاحب رشيد وكتاب عند يحنس صاحب البرلس قلت‏:‏ كيف كان صلحهم قال‏:‏
دينارين على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين قلت‏:‏ أفتعلم ما كان من الشروط قال‏:‏ نعم ستة شروط‏:‏
· لا يخرجون من ديارهم
· ولا تنزع نساؤهم
· ولا أولادهم
· ولا كنوزهم
· ولا أراضيهم
· ولا يزاد عليهم‏.‏

اما الصحابة الذين شهدوا فتح مصر فهم
قال المقريزى : " قال أبن عبد الحكم وكان من حفظ من الذين شهدوا فتح مصر من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وغيرهم وممن لم يكن له برسول الله صلى الله عليه وسلم : صحبه الزبير أبن العوام , وسعد بن ابى وقاص , وعمرو بن العاص وكان أمير القوم , وعبدالله بن عمرو , وخاردة أبن حذاقة العدوى , وعبدالله بن أبى سعد بن ابى سرح العامرى , ونافع بن عبد قيس الفهرى ويقال بل هو عقبة بن نافع , وأبو عبد الرحمن يزيد بن أنيس الفهرى , وأبو رافع مولى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأبن عبده , وعبد الرحمن , وربيعة إبنا شرحبيل بن حسنة , ووردان مولى عمرو بن العاص وكان حامل لواء عمرو بن العاص , وقد أختلف فى سعد بن ابى وقاص فقيل أنه دخلها بعد الفتح
وشهد الفتح من الأنصار : عبادة بن الصامت وقد شهد بدرا , وبيعة العقبة , ومحمد بن مسلمة الأنصارى وقد شهد بدراً وهو الذى بعثه عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى مصر فقاسم عمرو بن العاص فى ماله وهو أحد من كان صعد الحصن مع الزبير بن العوام , ومسلمة بن مخلد الأنصارى يقال له صحبة وأبو ايوب خالد بن زيد الأنصارى , وأبو الدرداء عويمر بن عامر وقيل عويمر بن زيد .
ومن أحياء قبائل العرب : أبو نصرة جميل بن نصرة الغفارى , وأبو ذر جندب بن جنادة الغفارى
وشهد الفتح مع عمرو بن العاص : وهيب بن معقل وإليه ينسب وادى هبيب الذى بالمغرب , وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدى , وكعب بن ضبة العبسى ويقال كعب بن يسار بن ضبة , وعقبة بن عامر الجهنى وهو كان رسول عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص حين كتب إليه يأمره أن يرجع إن لم يكن دخل مصر , وأبو زمعة البلوى , وبرح بن حسكل , ويقال برح بن عسكر وشهد فتح مصر وأختط بها , وجنادة بن ابى أمية الأزدى , وسفيان بن وهب الخولانى وله صحبة , ومعاوية بن خديج الكندى وهو كان رسول عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية وقد أختلف فيه فقال قوم له صحبة وقال آخرون ليست له صحبة , وعامر مولى جمل الذى يقال له عامر جمل شهد الفتح وهو مملوك , وعمار بن ياسر ولكن دخل بعد الفتح فى ايام عثمان وجهه إليها فى بعض أموره .
و ليس من قبيلة عك كما ادعى هؤلاء الاغبياء من النصارى الذين تذكرو فجأة الكتابه عن فتح مصر في عصور حديثه و خصوصا بعد تولى الكلب الاخرق شنودة الكرسى الباباوى

و ذكر المقريزى في الخطط ان أهل الراية جماعة من قريش والأنصار , وخزاعة , وأسلم , وغفار , ومزينة أشجع , وجهينة , وثقيف , ودوس , وعبس بن بغيض , وحرش من بنى كنانة , وليث بن بكر , والمنتقاة منهم إلا منزل العتقاء فى غير الراية , وإنما سموا أهل الراية ونسبت الخطة إليهم لأنهم جماعة لم يكن لكل بطن منهم من العدد ما ينفرد بدعوة من الديوان فكرة كل بطن منهم أن يدعى بإسم قبيلة غير قبيلته فجعل لهم عمرو بن العاص راية ولم ينسبها إلى أحد
و يا نصارى اهل مكه ادرى بشعابها
ويأتى الان الحديث الى احد اهم النقاط
وهى هل استدعى الاقباط المسلمين او ساعدوهم على فتح مصر ام كما يدعى النصارى قاموا الغزو الاسلامى وقد ذكرنا سلفا ان الرومان كانوا قد استخدموا الاقباط كدروع بشرية لانهم بالنسبه للرومان مثل الابقار التى ترعى لصاحبها ولايهم الرومان ذبح الابقار ممن خالفوهم في العقيدة بعد مجمع خلقدونيه
ولابد لنا ان نذكر البابا الذى عاصر فتح مصر
وهو البابا بنيامين الثامن و الثلاثون
نشأ بنيامين فى البحيرة من ضيعة (قرية) أسمها ببرشوط ترهبن بعد أحتلال الفرس مباشرة
وظل القس بنيامين يقوم بعمله سنة كاملة ولما دنت ساعة وفاة البابا أندرونيقوس : أوصى بأن يكون بعده فلما تنيح رسموا بنيامين بطركا فى 9 طوبة 339 ش التى توافق 4 يناير 662 م , ومكث الفرس بعد ذلك سته سنين محتلين مصراً .
وكان هرقل أيامها أمبراطوراً بعد أن قتل فوقا الأمبراطور الذى كان هو السبب فى حرب الفرس , وأعد العدة لقتال الفرس فقتل كسرى ملكهم وأخرب مدينته ودمرها وأخضع بلادهم فى ذلك الوقت وأقام الولاة فى البلاد التى أخضعها .
وقام بإرسال والياً ليحكم مصر تحت سلطانه أسمه قيرس ليكون والياً وبطريرك معاً بطريركا على الروم ووالياً على مصر , و يقولون انه لم وصل مصر إلى الأسكندرية ظهر ملاك الرب إلى البابا بنيامين وأمره بالهروب , فقال له الملاك : أهرب أنت ومن معك من هاهنا لأن شدائد عظيمة تنزل عليكم لكن ليكون لك تعزية فلن يستمر هذا الجهاد إلا عشرة سنين فقط وأكتب غلى جميع الأساقفة الذين فى كرسيك أن يختفوا حتى يجوز غضب الرب "
و الان نقف على فرض ان ملك الرب فعل ذلك و سوف نتعامل مع هذه الاكاذيب انظروا معى الى كلام الملاك ان الجهاد سيستمر عشرة سنيين فقط عشر سنيين فقط اى ان فيما بعد لا يوجد داعى للجهاد لان قوم حق سوف يردوا اليكم كرامتكم هذه القصة مهداه الى المجلس الفيلى الشهير بالملى

المهم دبر البابا بنيامين أمر الكنيسة ورتبها وتقدم بالأسرار المقدسة ثم أوصى الكهنة والشعب بالتمسك بالأمانة الأرثوذكسية المستقيمة حتى الموت , ثم كتب رسائل إلى الأساقفة فى جميع بلاد مصر بأن يختفوا من قدام التجربة الآتية عليهم .
رحلة هروب بنيامين
ثم خرج هارباً من طريق مريوط وهو ماشى على رجليه ليلاً ومعه أثنان من تلاميذه حتى وصل إلى بلدة المنا ثم توجه إلى وادى هبيب , وكان عدد الرهبان فى أديره وادى هبيب صغيرا عقب الخراب الذى كان فى عصر دميانوس البطريرك , حيث توالى هجوم البربر مما جعل المنطقة غير آمنة فقتلوا البعض وغادر رهبانها المكان لم يتكاثر الرهبان هناك , وذهب إلى الصعيد , وأقام مختفياً ومكث هناك فى دير صغير فى البرية حتى تمت العشر سنين التى أخبره بها ملاك الرب وهى السنين التى كان فيها هرقل والمقوقس واليه مسلطين على حكم مصر
إضطهاد هرقل والـــــــــروم الدينى لأقباط مصر
وكانت مصر فى ضيق عظيم وبلاء وتعذيب لأقباطها لأنه أضطهد الأقباط الأرثوذكس لكى يوافقوا على مقررات مجمع خلقيدونية
وقد أنضم منهم الكثيريين مما لا يحصى عددهم منهم من أنضم إليهم بعد تعذيب وآخرون بالهدايا والتشريف وإكبارهم وقوم آخرون بالسؤال والخداع حتى أن قبرس أسقف نيقيوس , وبقطر أسقف الفيوم وكثيراً مثلهم خالفوا الإيمان الأرثوذكسى لأنهم لم يسمعوا لوصية البابا بنيامين عندما تسلموا رسالته ويهربوا ويختفوا كغيرهم ويقول ابن المقفع فى تاريخ البطاركة ص 86 : " فصادهم بسنارة ضلالتهم بالمجمع الخلقيدونى "
وكان هرقل أمبراطور القسطنطينية الذى ضل قد أوصاهم قائلاً : " إن أحداً قال أن مجمع خلقيدونية حق أبقوه , ومن قال ضلال وكذب غرقوه فى البحر "
وحدث أن قبضوا على مينا أخى البابا بنيامين فأشعلوا النيران فى جنبيه حتى خرج شحم من جانب كليته وأمر المقوقس بأن يملأ جوالق رملاً ويوضع القديس مينا فيه ويغرق فى البحر حسب اوامر هرقل ورموه فى البحر وهم يمسكون الجوالق , ثم أخرجوه إلى البر مسافة سبع غلوات وكانوا فى كل مرة يقولون له : " قل أن مجمع خلقيدونية حق وصح لا غير ونحن نتركك حياً " فلم يوافقهم وفضل الموت وفعلوا ذلك ثلاث مرات وفى كل مرة يرددون عليه نفس الكلام , وفى النهاية أغرقوه ولم يغلبوا جهاده وأنتصر عليهم بصبر المسيح , وهكذا أثبتوا أنهم أبتعدوا عن المسيحية بقتل غير الموافقين على عقيدتهم وتدنوا إلى العقيدة الوثنية فقسموا البلاد بين روم يتبعونهم وقبط هاربين من طغيانهم وإضطهادهم , ويعتقد أن الوجه البحرى قد سقط فى أيديهم وأعتنق معظمه عقيدة مجمع خلقيدونية , لأنه مما يذكر انهم منعوا البطاركة السابقين للبابا بنيامين من دخول مقر كرسيهم بالأسكندرية .
وأقام هرقل أساقفة فى جميع بلاد مصر من الروم حتى أنصنا ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة ص 86 : " وكان يبلى أهل مصر بلايا صعبة وكثل ذئب خاطف كان يأكل القطيع الناطق ولا يشبع وهذا الشعب المبارك هم التاودوسيون "
وكان هرقل أمبراطور البيزنطنيين رأى حلماً قيل له أنه : " ستأتى عليك أمة مختونة وتغلبك وتملك الأرض " فظن هرقل أنهم اليهود فأمر أن تعمد جميع اليهود فى اليهودية والسامرة وفى جميع البلاد الذين تحت سلطانه (تعليق من الموقع : وهذا المر جعل اليهود ينضمون إلى المسلمين فقد أنضم منهم حوالى 1000 يهودى فى جيش المسلمين ) ولكن الأمة المختومة هم العرب المسلمين وهم يشهدون بأن لا إله إلا الله ومحمد رسولاً وكانت أمته مختونة بالجسد لا بالناموس ويصلون إلى الجهة القبلية مشرقين إلى مكان أسمه الكعبة وأستعمروا دمشق والشام وعبر الأردن وكان الرب قد دفع ربع الأرض إليهم وخزل جيش الروم أمامهم لأجل أمانتهم الفاسده والحروم التى حلت بهم بعد مجمع خلقيدونية من الآباء الأولين .
مقرر البـقـــط
ولما رأى هرقل إنهيار جيشه من مصر إلى حدود السودان ومكث يدفع القطيعة التى سأل حتى يقررها على نفسه وعلى جميع جيوشه ثلاث سنين للمسلمين وكانوا يسمون المقرر البقط أى أنه بقط رؤوسهم أى أن دفع لهم معظم ماله , ومات كثير من الناس من التعب الذى كانوا يقاسونه ,

المهم تمت العشر سنين التى من مملكة هيرقل والمقوقس والياً على مصر وكان البابا بنيامين قد هرب من وجهه من مكان إلى آخر فى البيع الحصينه والبعيده حسب قول الملاك للبابا , وفى هذه الأثناء أرسل الخليفة عمر بن الخطاب سرية بقيادة عمرو بن العاص فى سنة 357 لدقليديانوس قاتل الشهداء , وهاجم مصر بقوة كبيرة فى 12 بؤونة وهو 6 من يونيوس من شهور الروم , وكان الأمير عمرو بن العاص هدم الحصن وأحرق المراكب بالنار وأذل الروم وملك بعض البلاد وكان حضورة من البرية فأخذوا الخيل ووصلوا غلى قصر مبنى بالحجارة بين الصعيد والريف يسمى بابليون فضريوا خيامهم بالقرب منه حتى ترتبوا لمقاتلة الروم ومحاربتهم وسموا مكان القصر بلغتهم بابليون الفسطاط وظل أسمه حتى الان , وبعد قتال المسلمين مع الروم ثلاث مرات أنهزم الروم , فلما رأى رؤساء المدينة هذه الأمور مضوا غلى عمرو وأخذوا أماناً على المدينة
وأهلكوا جنس الروم وبطريقهم المسمى ماريانوس ومن نجى بحياته منهم هربوا إلى الإسكندرية وأغلقوا ابوابها عليهم وتحصنوا فيها سنة 360 لدقليديانوس فى شهر دكبريوس , وبعد ان ملك عمرو بن العاص معظم الوجه البحرى بثلاث سنين هاجموا الأسكندرية وملكوها وهدموا أسوارها وأحرقوا كنائس كثيرة بالنار وكنيسة مارى مرقس التى كانت مبنية على البحر حيث كان جسده موضوعاً هناك فى ذات المكان الذى ذهب إليه البابا بطرس الشهيد ( خاتم الشهداء) قبل إستشهاده وبارك فيه وسلم إليه القطيع الناطق كما تسلمه فأحرقوا هذه الكنيسة وما حوله من الأديرة .
ولما أقتحم عمرو بن العاص الأسكندرية خاف والى الأسكندرية وهو كان واليها وبطركها من الروم أن يقتله عمرو بن العاص فمص خاتماً مسموماً فمات فى الحال .
أما سانوتيوس التكس و كان مسيحيا قبطى يعرفه عمرو قد أخبر عمرو بن العاص بما حدث للبابا بنيامين وأنه هارب من الروم خوفاً منهم , فكتب عمرو بن العاص إلى أعمال مصر كتاباً يقول فيه : " الموضع الذى فيه بنيامين بطرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلامة من الله فليحضر آمناً مطمئناً ويدير حال الكنيسة وسياسة طائفته "
فلما سمع الابابا بنيامين عهد الأمان عاد إلى الأسكندرية وأستقبل بفرح عظيم بعد غيبة 13 سنة عن كرسيه منها 10 سنين فى حكم هرقل أمبراطور بيزنطه وثلاث سنين قبل أن يستولى المسلمين على الإسكندرية ولما رآه أكرمه وقال لأصحابه وخواصه ثم ألتفت إليه عمرو بن العاص وقال له : " جميع كنائسك ورجالك أضبطهم ودبر أحوالهم , وإذا أنت صليت على حتى أمضى غلى المغرب والخمس مدن وأملكها مثل مصر وأعود إليك سالماً بسرعة فعلت لك كل ما تطلبه منى " فدعا له القديس بنيامين وأورد له كلاماً حسناً أعجبه هو والحاضرين عنده فيه وعظ وربح كثير لمن يسمعه , وأوحى إليه بأشياء وإنصرف من عنده مكرماً مبجلاً .. وكل ما قاله البابا بنيامين الطوباوى لـ عمرو بن العاص وجده صحيحاً لم يسقط منه حرف واحد .
أما الذين هربوا إلى الغرب والخمس مدن (بنتابوليس) خوفاً ن هرقل الإمبراطور المخالف فلما سمعوا بظهور راعيهم البابا الأنبا بنيامين ورجوعه عادوا إلى مصر .
و ذكر ان البابا حكى لهم انه قد رأى البابا فى منامه إنساناً منيراً لا بساً ثياب التلاميذ وهو يقول له : " يا حبيبى .. أعمل لى عندك موضعاً أقيم فيه فى هذا اليوم , لأنى أحب موضعك "
هكذا روى البابا بنيامين حلمه على اصحابه فمن يا ترى هذا التلميذ الذى امنه على دينه و عقيدته و لم يجبره او يجرده كما فعل ابناء دينه من الذين يقولون المسيح اله و يذكر ان بنيامين كان له اخ اسمه مينا اخذه الرومان المسيحيين ايضا و احرقوه حتى انهم اشعلو النار في جنبيه حتى سال الدهن من كليته و اغرقوه علقو له الرومانه في البحر المتوسط
وانا اطالب اى مسيحى الان بذكر قتل او تعذيب حاكم مسلم لاى قبطى في عهد الفتح الاسلامى كما فعل بهم ابناء عقيدتهم من عباد الصليب


قصة راس مرقس قصة طريفه
يقال ان احد المركبيه الاسكندرنية اراد التقرب من البابا بنيامين فذهب اليه وقال ان الفرس و العرب من بعدهم اخذو رفات و ثياب القديس مار مرقس و لم يبقى الا جمجمته فلفها في خيش و حفظها وقال للبابا انه انقذها منهم فقربه البابا اليه و كرمه لانقاذه راس القديس مرقش من برثن الغزاة (............. لا تعليق اترك التعليق لكم ) الغريب في الامر ان البابا صدق القصه و صنع صندوق وضع فيه الراس المزعوم

و يشهد التاريخ ايضا على احد قديسيهم اسمه اغاثون و قد كان يعمل في حمل الاشياء انه عاد بعد ان دخل المسلمون مصر و كان مضطهد في عهد الرومان و كان قريب جدا للبابا بنيامين في ذلك الوقت و كان عينه على الارثوذكس اثناء هروب البابا في الصحراء
عموما مات بنيامين في سنة 662 ميلادية تحديدا في شهر 3 يناير و قيل انه مات بسبب اورام خبيثه في القدمين حتى ان اقدامه كانت اثقل من جميع جسده قبل موته و حضر موته ثلاث هم أثناسيوس, وساويرس , وتاودسيوس من البطاركة

نأتى الان نتكلم عن الجزية و التى يتكلم عنها النصارى فقد قال يزيد بن أسلم‏ :‏ أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كتب إلى أمراء الأجناد ‏:‏ أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى وجزيتهم أربعون درهمًا على أهل الورق وأربعة دنانير على أهل الذهب


المسلمون يعلمو الاقباط الاحتشام في الملابس

تكلم النصارى في هذا الامر ووجدوا فيه ظلم كبير ان الزمهم المسلمون بلباس معين و هو كالتالى جبة و برنس وعمامة و سروال وخفين والان انظرو معى الى الجحود المبالغ فيه
الرومان كما قولت لكم لم يكونوا اهل مروئه وليس عندهم عيبا فكان المصرى القديم في عهد احتلالهم لا يلبس لا سروال و لا يضع عليه برنس فكانوا حفاه عراه لا يغطى جسدهم الا القليل من الصوف فقد كان الرومان يأخذون كل شئ و كانت عورتهم مكشوفه و هذا شئ عادى في المسيحية فقد فعلها ربهم و كشف عورته و هو ينشف ارجل التلاميذ ( ادعاء الاناجيل و ليس كلامى )
فلما راى المسلمون ان العورات مكشوفه للرجال و النساء فامر امير المؤمنيين عمر ان يصرف لهم ملبسين واحد للصيف و واحد للشتاء حتى يستروا عوراتهم التى كانت مكشوفه للرومان و يستحلون بها نسائهم فمن اعجب بقبطيه من الرومان و قع بها و بزوجها اذا اراد وانت تعلمون فحش الروم فهل يعيب على المسلمين الزام المسيحيين بحفظ عوراتهم و ستر سوائتهم كما يريد الكلاب منهم الان مثل نجيب ساويرس الان وغيره ان تكون مصر عارية بنسائها
و قد اخذا المسلمون بعهد النبى ان لا تسبى نسائهم ولا اطفالهم و لا تجرى الجزية على من لا يستطيع حمل السلاح ولا يملك شئ و انما يصرف له من بيت مال المسلمين و من خراجهم ما يؤى اليه و يستطيع العيش به امان مطمئن مستور العورة غير مكشوف و عريان وحافيا
المرجع ) تابه فتوح البلدان - المؤرخ المسلم أحمد بن يحى بن جابر البلاذرى المجلد الأول / تحت عنوان " ثم لما جاءت الدولة المباركة"
----------------------------------

هل قاوم المصريين الفاتح العربى بعد فتح مصر كما يدعى النصارى
يقول جاك تاجر فى كتابه مسلمون وأقباط ص97 ( أدرك الأقباط انهم بالغوا فى تفائلهم لإن الحكومه مهما كانت متسامحه لا تستطيع أن تعيش دون جبايه ضرائب ( خاصه بتحويل الإقتصاد الى الحروب الدمويه الداخليه لتأمين الأنظمه ضد المتمردين والمطالبين بالخلافه أو خارجيا لغزو أمم أخرى وما يتبعها من عمليات السلب والنهب السريع ) وزادت خيبه أملهم عندما أدركوا أن الفاتح الجديد كان يريد ينعم بثمره إنتصاره , لهذا وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو نتيجه تغير حكامهم
فى بدايه إحتلال العرب لمصر يذكر ابن عبد الحكم المؤرخ المسلم ص 83( وقد رأى نهائيا بعض الفقهاء أنه من الأوفق ان يصرحوا أن مصر فتحت صلحا فيما عدا قرى سلتيس ، مازيل ، بلهيت ، وأيضا مدينه الإسكندريه التى قاومت الفتح )وقام إثنين من رجال الاقباط هم مينا وقزمان وضعوا أرواحهم للدفاع عن انفسهم وقراهم وقادا مجموعه من الاقباط المدربين على حمل السلاح ودافعوا عن قراهم فى بساله وشجاعه ضد جنود العرب والاروام المدربين جيدا علىالقتال ( تاريخ الامه القبطيه ج2-3 ص136-137 ) وقاومت مدن شمال الدلتا الغزو العربى مثل إخنا0رشيد0 البرلس دمياط0خيس0بلهيب0سخا0سلطيس0 فرطسا0تنيس0شطا0البلاد الواقعه باقليم البحيره وغيرها0 اما مصر السفلي(الصعيد) فقد ظلت منفصله تقاوم لمده سنه تقريبا
هكذا قال جاك تاجر و تاريخ الامة القبطية و الذى تم تسجيله و كتابته في القرن العشرين وليس له مرجعيه واحده الا الفكر المريض من شنوده و مجلسه فاين كان هذا الجاك و اين كان تاريخ الاقباط قبل تولى شنوده الكرسى الباباوى
و يجب ان نعرف ان الذين يقصدهم هؤلاء المدلسين هم قوم كانو يسمون انفسهم البشموريين ( وهم قرب دمياط و كان بها كباش لا يقدر الرجلين على حملها مشهور بالخرفان السمينه ) بقيادة مينا بن بقيرة و يذكر ان هؤلاء المسيحيين كانو مجرد اناس اعدهم البابا يوساب الأولالذى لَمَّا جلس على الكرسي الإنجيلي، وجد أن الكنيسة ليس لها شيء ولا مال. فبدأ يُنشئ للكنيسة كروماً وطواحين ومَعَاصر زيت و بداء في اعداد قوة مسلحه من بعض المتطرفين المسيحيين و كان هذا في عهد الخليفة عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد و كان هذا الرجل خبيث يبدى الطاعه و يحرك المعصية و التقلب على من وهبهم الامان من الاسلام و المسلمين
و كان قائدهم الاول هو ( يؤنس السمنودي), وقد رأي البشموريين ( أن يقوموا بحرب العصابات بدلاً من الحرب النظامية ليستطيعوا ان يفتوا عضد الوالي . وكان رئيس البشموريين واحدا منهم اسمة مينا بن بقيرة . فكان يخرج هو ورجالة ليلاً يقتلون وينهبون ويشيعون الفزع بين المصريين اقباط كانو او مسلمين ( من كتابات الاب الكاهن يوتا )
و استدعاهم الخليفه هو وبطريرك اخر اسمه أنبا ديونيسيوس يسألهم لماذا يفعل هؤلاء هذا الامر فقالوا له انه بسبب الجزية و طلبو اسقاطها و لكنه قال لهم انه شرع الله و قد كان الرومان يفعلون بهم ما هو اقصى و ان المسلمين يدفعون من ذكاة المال ما هو اكثر و طالبهم بهدوء هؤلاء القوم و ينزعو السلاح الذى في ايديهم فوعدوه بذلك و لم يوفو العهد و عندما عادوا الى مصر و ذهبو الى البشموريين قالوا لهم ما حدث و طالبوهم بالسطو على القرى و الفلاحين المسلمين و الاقباط الذين لم يشاركوهم العصبان فما كان من عبدالله الا ان ارسل لهم جيشا حاصرهم و شردهم و دمرهم تدميرا حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ضرب استقرار الامنيين من الاقباط العاديين المسيحيين و الاقباط المسلمين فقد ذكر ان هؤلاء البشموريين قتلو اقباط اسلموا و نهبوا اموالهم نكايه في انهم صارو مسلمين و لم عرف البطريق الخائن ديونيسيوس بفضح امره فر هاربان و هذا ما سيفعله قريبا شنوده و اعوانه
ملخص تاريخى للفتح الاسلامى
ديسمبر 639 م
وافق الخليفة على سير عمرو بن العاص لمصر , سار عمرو فى جيش صغير من أربعة ألاف جندى (4000)
يناير 640 م - الإستيلاء على بلوز ( الفرما)
وصل العرب إلى مدينة بلوز , وإسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم العرب الفرما , وذلك فى نهاية سنة 639 م, وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة بخليج يجرى من البحر , وكان متصلاً فرع من النيل أسمه الفرع البلوزى
أوائل مايو 640 م – محاولة فتح الفيوم
وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة , وأقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون .. إجتاز العرب الصحراء وجعلوا يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة إسمها البهنسا ففتحوها
6 يونيو 640 م وصول الإمداد للمسلمين
وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبى وصاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السورى الستة , وكان معه أربعة ألاف رجل , ثم جاء فى كتيبتان كل منهما أربعة ألاف رجل , فكان جميع ما جاء من الأمداد أثنى عشر ألفاً
منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين
تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس , وكانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون , وكانت معروفة بعظمة آثارها , ومركزها العلمى , ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم
وأعد العرب كمينين لجيش الروم , وأمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة , وحدثت المعركة فى الموضع الذى يسمى اليوم (العباسية ) وأستولى المسلمين بعد إنتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) وهرب من كان فيه الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس
أواخر يوليو 640 م - الإستيلاء على الفيوم
لما بلغت أنباء نصر المسلمين إلى الفيوم غادرها من بها من المسلحين وهذا يدل على ان المسلمين لم يكن ليقاتلوا غير المسلح , فخرج (دومنتيانوس) حاكم المدينة العسكرى من المدينة , فى الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس , ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص , بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر , وفتحوا مدينتى الفيوم وأبويط
أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون ( مدة الحصار كانت 7 أشهر)
كان حصنا عظيماً , أسواره كانت بإرتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية , وكان ماء النيل يجرى تحت أسوارة والسفن ترسوا تحتها , وكان به صرحان عظيمان , وكل صرح من هذين الصرحين : دائرياً يبلغ قطره نحو مائة قدم , وكان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه : المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب , وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة عين شمس
وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت , وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط النهر تملك زمامه , ويظهر من قول بن دقماق : أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها حتى لا تستخدم مره اخرى

أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون
خرج قيرس المقوقس سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب , وأرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص , ورد عمرو على المقوقس بقوله : ليس بينى وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال :-
1 - إما دخلتم فى الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا .
2 - وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
3 - وإما إن جاهدناكم بالصبر والقتال , حتى يحكم الله بيننا , وهو أحكم الحاكمين .
وقد كرر عبادة بن الصامت , المتكلم بإسم العرب , كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات , وإنتهت هذه المقابلة بإختلاف الأراء وعاد العرب إلى الحرب , ولكن الدائرة كانت على الروم , فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .
عادت المفاوضات مرة أخرى , وكانت الخصلة التى إختارها الروم , هى الجزية والإذعان , فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور , فإذا أقرة نفذ , وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتى إليه على عجل
ويحاول المسيحيين الاقباط ان يشككو في الامر فيقولو ان تسليم اورشليم كان به كرامة اكثر للمسيحيين من تسليم مصر فقد اشترط صفرونيوس حضور عمر بن الخطاب لتسليم اورشليم و هذا كذب و افتراء فما ذهب عمرو هنا بناء على شرط و انما فرح بتحرير بيت الله الحرام و ثالث الحرمين الشرفيين و الذى صلى به النبى بالانبياء جميعا و هى نبؤة مذكورة في التوراة ان هناك ملك لأوشاليم سيدخلها على بغله و هذا الملك عادل

منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى المقوقس إلى القسطنطينية
وصل المقوقس إلى القسطنطينية , بعد أستدعاء الإمبراطور هرقل لمعرفة تدعيات الامر في ولايته
قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر
بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس , عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون , إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل ,
11 فبراير 641 م - صراع على العرش البيزنطى أضاع الأمبراطورية البيزنطية
توفى هرقل بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة , وبلغ من العمر 66 عاماً , وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً , وبعد وفاته تولى الأمر بعدة بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية , ولكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها مرتينة (أبنه أخته) سمت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعى مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطى .
إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب
كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون , , فعرض على المقوقس قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح , وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام , فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام , وأما الحصن وما فيه من ذخائر وألات حرب فيأخذها العرب , ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية , وكانت مدة الحصار سبعة اشهر و قيل سنه

ان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر او سنة
وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) احدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع واقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الرومانى ( تيودور ) الى الاسكندرية فبعث اليه القائد عمرو كى يأمنه على انسحاب جيشة اى اخلاق هذه من المسلمين الذين كان هدفهم نشر الدين وليس سفك الدم

13 مايو 641 م - إستيلاء العرب على نقيوس وما حولها
مدينة نقيوس , كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربى من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية , وكانت مركز لأسقفية كبيرة , وأشهر أساقفتها يوحنا النقيوسى , الذى اخذ منه النصارى هذه الرويات و الذى اتهم بانه سادى و مزور


وأستطاع العرب أن يقتحموا الحصن والمدينة , بعد هروب قائد حاميتها الرومانى ( دومنتياس ) الذى لاذ بالفرار إلى الأسكندرية , ودخلوا المدينة
25 مايو 641 م - موت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى
بعد موت هرقل فى 11 فبراير 641 م كان قد تولى الملك بعده ولداه وهما : قسطنطين , أبنه من زوجته أدوقية , وهرقلوناس أبنه من زوجتى الغير شرعية مرتينة - كان قسطنطين قد قام بإعداد العدة لجيش وتجهيزة لأرجاع ما فقدته الأمبراطورية من أراضى , وأعد سفن لأرسالها إلى مصر , وما كاد يعد كل ذلك , حتى مرض ومات فى 25 مايو 641 م بعد أن حكم مائة يوم فقط ( وردد المؤرخين أنه كانت هناك مؤامرة بين مرتينة وأقواد الجيش حتى يجلس أبنها هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى , فقد خافت أن ينتصر البيزنطين على العرب فيقوى قسطنطين ويصبح أمبراطوراً قوياً مثل أبيه خاصه أن هرقل كان يدربه على إمساك زمام الحكم بعد وفاته ) وعندما جلس هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى سار على خطة مخالفة لخطة قسطنطين فأطلق سراح الخائن المقوقس وأرجعه إلى مصر على أن يصالح العرب فى الإسكندرية .
آخر يونية 641 م الهجوم على الأسكندرية
سار عمرو بن العاص بجيشة متجهاً إلى الأسكندرية من ناحية الجنوب الشرقى للمدينة ,
وكانت الأسوار منيعة تحميها إلات المنجنيق القوية , ولم تكن للعرب خبرة فى فنون الحصار وحربه , وعندما حمل عمرو بن العاص بجيشة أول مقدمة على أسوار المدينة , كانت حملة طائشة غير موفقة , فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلاً من الحجارة العظيمة , فإرتدوا وبعدوا عن مدى رميها , ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرضوا لقذائفها , وقنع المسلمون أن يجعلوا عسكرهم بعيداً عن منالها , وأنتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم .

ولم يكن حصار الأسكندرية بالمعنى الصحيح , فقد كان البحر مفتوح لهم يحمى المدينة من جهة الشمال , وكانت الترعة وبحيرة مريوط تحميانها من الجنوب , وكان إلى الغرب ترعة ( الثعبان ) فلم يبق من فرج إلا شرقها وجنوبها الشرقى , ولم يستطع المسلمون أن يقتربوا من الأسوار من ذلك الفرج , وقد تأكد عمروا انه لن يستطيع غزوها بالهجوم .

وكان الروم قد هاجروا من حول الأسكندرية , فصارت قصورهم البديعة ومنازلهم الجليلة فيما وراء الأسوار فيئاً للعرب , فغنموا منها غنيمة عظيمة , وهدموا كثيراً منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد , وأرسلوا ذلك فى سفن بالنيل إلى حصن بابليون كى يقيموا به جسراً ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها
مضى عند ذلك أكثر شهر يونيو , ولم يكن عمرو بالرجل الذى يخادع نفسه عن المدينة ويعلل لنفسه بإستطاعة فتحها عنوة , فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم , وإنما كان واثقاً من شئ واحد , وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم بالقتال , صبروا وثبتوا وغلبوه , وعلى ذلك عول على أن يخلف فى معسكرة جيشاً كافياً للرباط , وأن يسير هو مع من بقى من الجنود , فيضرب بهم فى بلاد مصر السفلى ( مدن الدلتا / الوجه البحرى )
سار عمرو بن العاص بمجموعة من جنودة إلى كريون ومن ثم إلى دمنهور ( سميت دمنهور " دم , نهور " لأن الدم صار نهورا فيها من الرومان المحتليين ) ثم سار إلى الشرق بجوس خلال الإقليم الذى يعرف اليوم بإسم الغربية ,
8 نوفمبر 641 م سنة 25هـ- إنقسام داخلى بين شعب الإسكندرية ( الأخضر والأزرق) - كتابة عقد تسليم الإسكندرية
كان كبار الروم فى الإسكندرية أحزاباً وشيعاً , تباعد بينهم العقيدة الخلقيدونية ويغرى بينهم التحاسد , وكان حرص كل من الحزبين الحزب الأخضر والحزب الأزرق على القتال فيما بينهم
وكان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد , أو على الأقل بلاد مصر الوسطى , كى ما يستريح بأصحابه فى أوان فيضان النيل , وفيما كان هناك فى الحصن وافاه المقوقس , وقد جاءه يحمل عقد الأذعان والتسليم , فرحب به عمرو وأكرم وفادته .
وكتب عقد الصلح وتسليم الأسكندرية يوم 8 نوفمبر 641 م وأهم شروطة :-
1 - أن يدفع الجزية كل من دخل فى العقد .
2 - أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهراً تنتهى فى أول شهر بابة القبطى , الموافق 28 من شهر سبتمبر من سنة 642 م .
3 - أن يبقى العرب فى مواضعهم فى مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا , وحدهم ولا يسعوا أى سعى لقتال الأسكندرية , وأن يكف الروم عن القتال .
4 - أن ترحل مسلحة الأسكندرية فى البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها , على من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل , على أن يدفع كل شهر جزاء معلوماً ما بقى فى أرض مصر فى رحلته .
5 - أن لا يعود جيش الروم إلى مصر أو يسعى لردها .
6 - أن يباح لليهود الإقامة فى الإسكندرية .
7 - أن يبعث الروم رهائن من قبلهم , مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضماناً لتنفيذ العقد

وقع عهد الصلح فى بابليون فى يوم الخميس 8 نوفمبر 641 م وكان لا بد من أقرارة من أمبراطور الروم , كما كان لا بد له من إقرارة خليفة المسلمين / عمر بن الخطاب فأوفد عمرو بن العاص معاوية بن حذيج الكندى , وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة فى مكة , وكان فى مدة الهدنة , وهى إحدى عشر شهراً , متسع من الوقت يكفى لذلك وما يلزم من الرسوم , ثم عاد قيرس (المقوقس) مسرعاً إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح .

أرسلت الرسائل إلى الإمبراطور هرفلوناس تفضى إليه بشروط الصلح , وطلب منه المقوقس أن يقرها , ثم دعا المقوقس كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة , وأخذ يسهب فى ذكر الضرورة التى أستوجبت عقده , وما فيه من مزايا , فما زال حتى فاز بما أراد من حمل سامعيه على الإيمان بقوله ,


المراجع الاسلامية
1- الخطط للمقريزى
أحمد بن علي المقريزي " المعروف باسم " تقي الدين المقريزي " ولد و توفي في القاهرة(764هـ ـ 845هـ ) (1364م-1442م) ممن اهتموا بالتأريخ بكل نواحيه.
2- جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي
(ولد بـالقاهرة سنة 813هـ / 1410م - توفى بالقاهرة سنة 874هـ / 1470م ) ( وتغري بردي محرفة من تنكري يردي، ويردي بالتركية تعني عطا ا لله ) [1]. مؤرخ مصري كان أبوه من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق. تتلمذ علمياً ودينياً على أيدي كبار مشايخ عصره أمثال زوج أخته قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وابن حجر العسقلاني ، وبدر الدين العيني، وابن ظهيرة وابن عربشاه. ثم لازم مجلس شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي فتعلم منه حب التاريخ والتأريخ. وبذلك انتمى ابن تغري إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة وتتلمذ على أيدي العلماء واهل العمائم
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة وهو سرد لتاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى عصره (انتهى فيه إلى 870هـ / 1467م ).

الى اللقاء في الجزء الثانى
اخوكم العبد الفقير الى الله نو مور 100100
NO_MORE100100_NO




17‏/6‏/2008

الخطية الازلية و اختلاف المسيحيين انفسهم فى تفسيرها و تعريفها لاهوتيا


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

الخطية الأزلية

عندما نتكلم في هذا الموضوع فأننا نمس نقطه في غاية الخطورة في العقيدة المسيحية التي تعتمد على فكرة أن الإنسان اخطأ في حق الله و هذا لا يغفر إلا بعقيدة التجسد و الصلب و الفداء من اجل التصالح مع الله حتى يتم غفران هذه الخطية التي التصقت ببني ادم بعد خطأ أمهم حواء و إغوائها لأدم بالأكل من شجرة المعرفة التي حذر الله ادم من الأكل منها
كما تكلم العهد القديم فى سفر التكوين الإصحاح الثالث
تك 3-3 وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا
تك 3-6 ( فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل )
تك 3-12 (فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت. )
تك 3-17 (وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك.بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. )
ثم قرر اله المسيحيين طرد ادم و زوجته من الجنة التي اسكنهما فيها و هي جنة على الأرض من وجهة النظر المسيحية و اليهودية أيضا و نرى حادثة الطرد لأدم و زوجته حواء في نفس الإصحاح الثالث أيضا
و لكن عند قرأته نجد ان سبب الطرد ليس الأكل من الشجرة كما يزعم النصارى و لكن السبب نكتشف في النصوص نفسها
لنقراء معا و نرى أين الحقيقة في الإصحاح الثالث الفقرات من 22 إلى 24
22 وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد. 23 فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها.
24 . فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة .

و من النصوص السابقة نجد ان الرب قد فكر مع نفسه ووجد أن وجود ادم فى الجنة قد يجعله يأكل من شجرة الحياة و يأكل و يحيا الى الابد و من ثم لا يستطيع الرب أن يميته او أن يطبق خطته التى أعدها و يكون ادم حيا الى الأبد و لا يستطيع الرب أن ينزل الى الأرض فى ثوب جلدي انسانى كي يقوم بعض الرومان واليهود بالبصق فى وجهه و لا بضربه على قفاه و لا تعذيبة و صلبه وكأن الرب يهوه يحب ذلك ( عايز حد يهزئه ) طيب ماذا يفعل ( تتصرف كيف يا الوهيم تتصرف كيف يا الوهيم ) لذلك قام بعمل حركة تأمين و طرد ادم وأمن الطريق لشجرة الحياة بملاك معه سيف مثل سيف العاب الاطفال اللى بيتقلب نور
عموما و حتى لا أطيل و لا يظن القراء أن الموضوع هزلي و لكن بالفعل يجبرني النص على ذلك و طريقة عرضه تُحقِر من شأن الرب و شأن قوته و علمه المسبق بالاحداث بكلمة لعله يمد يده ( يا لهوى أحسن ادم يأكل من شجرة الحياة كمان و معرفشى أموته موتا ولا أطبق خطتي )
وهكذا سقطت لويز ( محمود المليجى فى فيلم الناصر صلاح الدين )
سقط ادم و من وجهة النظر المسيحية وسقطت كل البشرية معه و التصقت بكل البشر هذه الخطية حتى المولود الصغير يولد بالخطية الأزلية المورثة من أبونا ادم
· و لكن السؤال الذي نطرحه و يطرحه اخوة كثيرون ممن يناقشون النصارى – ما هي الطبيعة التي خلق الوهيم بها ادم
· هل هى طبيعة فاسدة ام طبيعة نقية لا تعرف الخطية لها طريق ( و كأنه ملاك) و لكن فى المسيحية لا يوجد شئ اسمه طبيعة نقية تماما لا تعصى الله ما امرها و يفعلون ما يؤمرون كما فى الاسلام و إنما فى المسيحية هناك ملائكة ساقطة ولا حول ولا قوة الا بالله
· فلو كانت طبيعة ادم فاسدة فهذا شئ متوقع عندها الخطأ لان الطبيعة فاسدة أساسا فلما كان التفضيل و الاختيار و تسليط على كل الأرض وهل يعطى الرب شئ فاسد التسلط على مملكته و لكن تأتى الإجابة من المسيحيين لا لقد خُلق ادم على طبيعة نقية, ثم يستدركون و يقولون قابله للخطأ من اجل أن يجعلوا الامور فى صالح فكرة الخطية الازلية
و لكن السؤال الاغرب هل كان ادم لديه العلم حتى يمييز بين الصواب و الخطأ ؟؟

· الاجابة تجدها في كتب المسيحيين فى هذا النص فى سفر التكوين الاصحاح الثالث الففرة من 1الى 3 (
وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة. 2 فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل. 3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموت)
· نلاحظ معا أن حواء و بالتبعية ادم لا يعرفو ماهى هذه الشجرة و انما منعا منها فقط , فان صفة العلم عندهما معدومه و كأنهما طفلان صغيران لا يميزا بين الخطأ و الصواب ولا تعرف حواء ولا ادم اسم الشجرة و انما يعرفا مكانها فقط .
· سوف نكتشف فجأة أن الرب الاله عاقب ادم و حواء و هما فى حكم عقل الطفل الصغير الذى لا يمييز عاقبهما عقاب اليم , تخيلو معى طفل صغير لم يبلغ سنة تبولٌ على وجه ابوه فقام ابوه بطرده من البيت بعد علقة ساخنه ( اطلع بره بيتى انت مش ابنى حسن يوسف هو اللى ابنى احنا لمينك من صفافيح الزباله ) ماذا يكون حكمك انت على هذا الوالد الذى يطرد طفل لم يبلغ السنة من بيته لأنه تبولٌ على وجهه او اسقط كوب الماء او عمل بيبى على السرير بدون ما يقوله انا عايز اعمل بيبى ماذا سيكون حكمك انت على هذا الاب؟؟
· هكذا كان ادم و حواء فى علم كل منهما و عمرهما العقلى لانهما لا يستطيعا أن يميزا بين الخير و الشر والدليل من الكتاب
· انظروا معى هذا النص الذى يثبت صحة كلامى و يجعل من سخريتى شئ طبيعى لهذا الهزل الكتابى فى الاصحاح الثالث ايضا فى سفر التكوين الفقرة
السادسه و السابعة (( فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل. 7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان.فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر )) لاحظو معى مثل الاطفال تماما لم يكونو يعرفو انهما عريا و لما اكلو عرفو انهما عرايا
· هذه واحده الاقوى منها ما ذكرناه سابقا فى الفقرة 22 فى نفس الاصحاح الثالث 22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر )) فكيف يحاسب على ذنب من لا يعرف الخير و الشر كيف تحاسب انسان عمره العقلى سنه واحده فقط فيكون عقابك له الطرد و البهدله تخيلو الواقعه السابقة بتاعت الطفل اللى عنده سنه و عملها على رجل ابوه فابوه طردو من البيت و طلق امه و راح قتل حماه و سم حماته و اخو مراته حط له حشيش فى جيب البنطلون من ورى و اخد اخته عملها قضية دعارة ( بهدل العائله ) دمر عائله قوامها الان مليارات كثيرة من اجل الانسان الاول ( ادم و حواء ) و هما عمرهما العقلى سنه
· و الان لنسأل هل ما يقولوه النصارى عن الفداء و الصلب من اجل هذه الخطية غير فى الطبيعة البشرية هل اصبح الانسان الان لا يخطئ او رفعت عنه وصمة العار الخاصة بفعلت حواء و ادم !!!! الاجابة ............. ( اكمل الجملة مكان النقاط)
· والان نستعرض اراء اللاهوتيين فى كيفية سقوط الانسان
علماء اللاهوت قاموا بعمل نظريات من شأنها توضيح الفكرة الخاصة بعملية الفداء و الصلب التى وجبت على الرب بعد الخطية الازلية
و قامو بعمل مذهبين هما على التوالى
* الأول مذهب «سابق السقوط» والثاني «تابع السقوط».
و سوف نقوم بتبسيط و شرح فكرة المذهبين للقارئ حتى يحكم بنفسه على المذهبان و يختار بعقله احدهما شرط تجنيب العقيدة و العاطفة التى تعمى العقل
المذهب الاول ( مذهب سابق السقوط ) و هو كالتالى
أن الله قبل خلق البشر، ومن قبل سقوطهم اختار مِن الذين قصد أن يخلقهم عدداً معلوماً ليكونوا آنية رحمة، وعيَّن الباقين منهم ليكونوا آنية غضب. وأنه خلق البشر لأجل هاتين الغايتين: أي للخلاص، والرفض. وعلى ذلك يكون الخلق واسطةً لإتمام هاتين الغايتين. والتعيين الإلهي المطلق إما للخلاص أو للرفض هو مبدأ معاملة الله للبشر من البداية إلى النهاية .
و لكن الا تعتقد معى ان هذا ظلم لانه بالفعل هنا اللى قد عيين الذين يدخلون النعيم و الذين يدخلون الجحيم فما داعى الخلائق فى الاجتهاد و البحث اذا كان كل شئ محدد مسبق و اين الاختيار و الاختبار اذن الدنيا ليست اختبارا و انما قضاء وقت فقط ممتع للفرجه على مسرحية تم اعدادها من قبل ثم ان هذا المذهب مخالف لما حدث و سبق لنا ذكره ان الرب قد تفاجئ بان ادم اكل من الشجرة و خاف ان ياكل من شجرة الحياة
و الاهم من ذلك شئ فى غاية الاهمية ( ان رحمة الله ليست ممنوحة لكل عباده و انما مقصورة على المختارين وان باب التوبه مغلق للذين تم تحديدهم من قبل انهم فى الجحيم ) اغلاق باب التوبه و الرحمة لسابق التعيين و لتوضيح الامر لابد من ان نشير الى ان هذا المذهب لا يشير الى علم الله ( يعرف ما كان و ما سيكون و ما لم يكن اذا كان كيف يكون ) و انما يقول انه تم تعيين هذه الاشخاص الذين سيدخلون الجحيم دون افعال حقيقة لهم فى الحياة و دون الاشارة لها و انما هم مجرد آنية لحظو معى كلمة آنية
مثل الحيوانات تماما أفعالهم لا تقدم ولا تؤخر و بالتالى لا يوجد شئ اسمه حساب و عقاب و رحمة لانهم بالفعل معروفين الى اين سيذهبو قبل ان يفعلو اى شئ فعلى ( بسم الله الرحمن الرحيم * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
انظرو معى هنا التقسيم فى الرزق و ليس فى الرحمه فان رحمة الله وسعت كل مخلوقاته و انما بتحديدها المسبق فقد فقدت الرحمة الالهية اهم معانيها .
وكثير من علماء اللاهوت اخذو هذا المذهب و عملو به و لهم العذر كل العذر فى ذلك لان بولس قال لهم فى رسالته رومية الاصحاح التاسع فقرات
من22 فماذا ان كان الله وهو يريد ان يظهر غضبه ويبيّن قوته احتمل باناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك
. 23 ولكي يبيّن غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فاعدّها للمجد . .
و لكن بولس كان قد صرح بها بالفعل فى رومية 8
-29 لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين
والان نسأل ايهما سبق الاخر يا مسيحيين ( مشيئة الخلق ام مشيئة الفداء و الصلب ) ؟؟؟ و للتوضيح نقول اى مشيئة إلهيه سبقت الاخرى ( ان يخلق ادم ؟؟؟ ام ان يصلب و يهان )
والسؤال موجهة لبولس أيضا و الذى تمادى فى هذه الفكرة التى صناعها بعده اتباعه كمذهب فى رسالته الى افسس الاصحاح الثالث
9 وانير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح. 10 لكي يعرّف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة
من هذه النصوص نقول ان الرب قبل ان يخلق ادم كان يفكر ان يتجسد و يصلب و يهان ولا حول ولا قوة الا بالله
اذن فان عملت خلق الانسان ليست الغاية و انما وسيلة تحقيق فكرة الرب فى البهدلة

· مذهب تابع السقوط : وهو ان الله خلق الإنسان و سمح له بالسقوط
اى أن الله إذ قصد أن يعلن مجده (أي صفاته الرفيعة بكمالها) عزم على خلق العالم والسماح بسقوط الإنسان وتدبير ما يقتضيه الفداء للبشر الساقطين واختيار البعض منهم للحياة الأبدية بواسطة الفادي وترك بقية البشر، كما ترك الملائكة الساقطين ليقاسوا العقاب العادل لخطاياهم
الجدير بالذكر انه علماء اللاهوت قامو بعمل اربع اراء لهذا المذهب وهى كالتالى البيلاجي، والنصف البيلاجي (أي الأرميني) والأغسطيني (وهو الكلفيني) ويُسمّى أيضاً «المُصلَح» نسبة إلى إصلاح القرن 16 حين اشتهر عن يد جون كلفن وغيره من اللاهوتيين المصلَحين.
و مخلص هذه الآراء ببساطه ان الاول يقول ان الله قضى بالفضاء و الصلب عن الخطية الازلية قبل الخلق و تم تدبير هذه الخطة للعالم كله و الثانى الاغسطينى يقول ان الفداء للذين يقبلون المسيح فقط و هم معينين ايضا فقط لهم و ان الخلق خلق من اجل الخطة و يسمى الكفارة المحدودة المقتصره على الذين تم تعينهم من قبل و استشهدو بما قاله بولس فى رسالته الى افسس الاصحاح الاول الفقرة 4
4 كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة ))) اذن الفكرة تسبق الخلق لان بولس قال قبل تأسيس العالم اى قبل كل المخلوقات و الارض نفسها

و لكن تم تعديله و تنقيح و جعلو الكفارة عامه و شامله للكل لمن يقبل فيما بعد
و طبعا المسيحيين احبو هذه الفكرة انه جاء الى العالم كافة و فداء للعالم كافة و لكن ماذا يقول المسيح نفسه هنا
فى متى 15-24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
و فى يوحنا 10-11 انا هو الراعي الصالح.والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
و فى يوحنا 1-11 الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله.
و من النصوص السابقة نجد ان فكرة الفداء العام على فرض صحة الفكرة انكرها يسوع تماما فى اقواله لانه كان اتى الى خاصته و هم اليهود اذا الفداء و ان كان صحيحا لم يكن الا لليهود خاصته الذى هو منهم و هم لم يقبلوه
وقوله «يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرةٍ أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!»متى 23-37
اين فداء البشرية كلها اذن يا نصارى !!!!!!!!!
كم من التناقد الفكرى و المذهبى فى صميم العقيدة لهم بسبب تضارب النصوص و عكس كل اقوال المسيح و الأخذ باقوال بولس و كأن بولس يعرف المسيح اكثر من نفسه و نصب نفسه وصى على الله و على شرعه و حتى فكره .



ولكن كل هذه المذاهب يشترط فيها عامل مهم جدا و هو ان الخطية الأزلية ملتصقة بالبشر كلهم لأنهم ورثو الطبيعة الخاطئه من ادم و كل انسان يولد -يولد بهذه الخطية وصمة عار على جبين كل انسان حتى لو ولد و مات فى نفس اللحظة
والان ننتقل الى فكر اللاهوتيين فى التصاق الخطية بالنفس البشرية و توارثها من ادم وكأنها جين وراثى
اولا الكتاب لم يذكر اى تعاليم مرتبة ومفصَّلة في شأن جوهر النفس وخواصها،و مع ذلك تمخض العقل المسيحي عن عدة نظريات غريبة و الغريب حقا ان بعد وضع هذه النظريات اختاروا أضعفها و أكثرها بلاهة و سوف نكتشف ذلك الان بعد عرض هذه النظريات و نقاشها .
لابد اولا ان نعرف ان النفس مسكنها الارضى هو الجسد و هى نتيجة او عبارة عن نتاج دخول الروح ( نفخة الحياة ) الى الجسد فتنتج النفس و هى المشكلة و التى حاولوا ان يصنع لها حالة توافق العقيدة المسيحية او بمعنى اصح ان تخدم الفكر المسيحي الخاص بتوارث الخطية الازلية من ادم الى نسله كله
العلاقة بين النفس والجسد فى المسيحية اتحاداً حقيقياً و لكن هذه الفكرة فكرة خاطئة لان الروح تحل فى الجسد فتنشأ النفس و لابد ان يمييز النصارى بين حالة الحلول و لفظها و معناها و لفظ الاتحاد و معناها فان الاتحاد لا يمكن ان ينفصل ابدا لاتحاد مكونات الشيئن المتحدين سويا و لكن عموما تعودنا منهم على اختيار كلمات فى غير موضعها و حالتها . ولما كانت حياة الجسد تتوقف على اقترانه بالنفس، فإن انفصالها عنه يُفقده الحياة فيموت ويضيع منه الحس والحركة، ويخضع للنواميس الطبيعية التي تتسلط على المادي إلى أن ترجع تراباً و بالتالى فان النفس غير متحده بالجسد و انما حاله فيه و هذا الحلول حلول وقتى مرتبط بفترة حياة الانسان او اى مخلوق اخر
تنشئ بعض الأحوال الجسدية بعض الأحوال العقلية، لأن العقل يشعر بتأثير المواد بواسطة أعضاء الحس الجسدية، فينظر ويسمع ويحس. ونعلم من الاختبار اليومي أن صحة الجسد ضرورية لراحة العقل ولصحته، ومرض الواحد يحدث ما يشبهه في الآخر، والانفعالات العقلية تؤثر في الجسد. مثل الخوف او الحب او الكره او الخجل او الغضب و ما الى ذلك من حالات نفسية تؤثر تأثير مباشر على الجسد اذا فان النفس تؤثر على الجسد و هذا فى كل البشر و لكن هل هذا يعنى ان الانفس البشرية كلها واحده و تذكرو ذلك جيدا ( هل المواقف ذاتها يكون تأثيرها واحد على كل البشر )؟؟؟
المسيحيين قسموا الانسان الى اقسام ثلاثه ( الجسد – النفس ( و يطلقوا عليها النفس ( الروح الحيوانية ) - و الروح ( و هى صورة الرب الخالده ) هكذا قسمها بعض علماء اللاهوت – و لكن هذا القول اعترض عليه معظم علماء اللاهوت و قالوا ليس في الكتاب ما يدل على أن النفس والروح جوهران يتميّز أحدهما عن الآخر. بل إن الكلمات العبرانية واليونانية التي استعملوها لهما يُراد بها معنى واحد، هو نسمة أو حياة أو مبدأ الحياة. فجاء في الكتاب أن النفس هي جوهر الحياة للجسد، وهي ما يفتكر ويشعر ويخلُص أو يهلك ويحيا بعد الجسد ولا يموت أبداً. فالنفس هي الإنسان ذاته أي ما تقوم به ذاتيته وشخصيته
و هذا قولهم و لكن لنتأمل قليلا الى هذا الكلام و خطأئه و ذلك ليس خطائهم و انما خطأ الكتاب الذى بالفعل لم يمييز ما بين الروح و النفس و هما بالفعل مختلفان لان النفس تختلف عن نفخه الروح الإلهية و التى تجعل من الاجساد الصماء حركه و افعال و ان النفس هى الموجهه للجسد و لنقص عقل كاتب الكتاب حاول ان يقول ان نفس الانسان مثل نفس البهيمه يقول ( ومن يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق، وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض؟» (جامعه 3: 21). و قال ايضا فى الجامعه 3-
19 لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للانسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل.
و الان نعرض الجزء المهم فى الموضوع و هى اصل النفس و تأثير الخطية فى ادم و نسله
اختلف علماء اللاهوت فى هذا الامر ايضا فيقولون أن الله لما جبل آدم من تراب الأرض خلق نفسه مباشرةً، وهذا لا خلاف عليه، وإنما الخلاف هو في أصل نفوس الذين تناسلوا منه: هل خلقها الله رأساً خليقة جديدة كما خلق نفس آدم، أو هل توالدت كالأجساد؟ ولا خلاف بين اللاهوتيين في توالد الأجساد، إنما الخلاف في أمر النفس بسبب صعوبة الحكم فيه. وفي ذلك ثلاثة مذاهب، هي: (أ) وجود النفس السابق. (ب) خلق النفوس عند تكوين الأجساد. (ج) تناسل النفوس بالولادة الطبيعية
مما سبق سوف نعرف هل الخطية الازلية تورث ام لا ؟؟؟؟؟؟
-مذهب وجود النفس السابق
هو اعتقاد وجود النفس السابق، وفيه قولان:
(1) إن الله خلق جميع النفوس البشرية حين خلق نفس آدم، وعندما يولد إنسان يعطيه الله النفس المخلوقة له.
(2) خُلقت النفوس البشرية سابقاً في عالم آخر، وجُعلت تحت الامتحان وسقطت، فحكم الله عليها بالدخول إلى هذا العالم واحتمال امتحان جديد في حالة جديدة قصاصاً لها. وزعم أصحاب هذا القول إنه الحل الصحيح لمسألة الخطية الأصلية، وأكَّدوا صدقه ليبرِّئوا الله من القساوة في سماحه بولادة كل البشر في الخطية. ومن أشهر معتقديه أوريجانوس، أخذه عن أفلاطون.
و لكن اعترض عليه علماء اللاهوت لانه لا يوجد لديهم دليل على ان الانفس كان موجوده قبل ادم فى الكتاب اضافة الى انهم قالوا ان هذا يزيد تعقيد و لا يحلّ هذا المذهب مسألة وجود الخطية في العالم، بل يزيدها تعقيداً.و يناقض قول الكتاب إن الله خلق الإنسان في حال الطهارة.
وهذا قولهم هم .
و دعونا نحلل هذا الكلام فى النقطة الاولى ان النفوس البشرية خلقت حين خلق آدم و كل انسان يولد يعطيه الله نفسه المخلوقه له و هذا الكلام إسلاميا صحيح جدا و هو ما نطلق عليه الفطرة ( فطرة الله التى فطر الناس عليها )
و نستشهد بآيات لا يأتيها البطل من بين يديها ولا من خلفها فيقول المولى عز و جل فى كتابة الكريم
( بسم الله الرحمن الرحيم * ‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [172] أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [173]‏ )
عن ابن عباس في قوله [وإذ أخذ ربك] الآية. قال: إن الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر، فقال لهم: من ربكم؟ فقالوا: الله ربنا. ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة.
وأخرج ابن جرير عن جويبر قال: مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام، فقال: إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده، فإن ابني مجلس ومسؤول. فقلت: عم يسأل؟! قال: عن ميثاق الذي أقر به في صلب آدم، حدثني ابن عباس: أن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.
وفى حادثة موت ابراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم ايضا قال النبى اذا اتاك الملكان فقل لهما ربى الله و الاسلام دينى و النبى الذى بعث فينا ابى
فهذه هى الفطرة و كما قولنا حتى مع اختلاف الديانات فعندما تسأل شخص من خلقك ( يقول اجابة مباشرة الله )
· و لكن تكمن المشكلة فى أصحاب هذا المذهب انهم ليس لديهم قرآن او وحى صحيح من عند الله مثلما توفر لنا نحن المسلمين فقالوا فى النقطه الثانية ان الله خُلق النفوس البشرية سابقاً في عالم آخر، وجُعلت تحت الامتحان وسقطت، فحكم الله عليها بالدخول إلى هذا العالم واحتمال امتحان جديد في حالة جديدة قصاصاً لها
و هذا اساسا ليس له مرجعية كتابية عندهم و لكنهم قالو ذلك كى يحاول اثبات ان الخطية ملتصقة بهؤلاء الذين يدخلوا هذه الحياة و لكن لا يوجد لهم مرجعية كتابية فى هذا و لكنها محاولة فاشلة بكل المقاييس

· مذهب خلق النفوس عند تكوين الأجساد

· ويُعرف هذا الاعتقاد أيضاً باعتقاد خلق النفوس. ويقول إن كل نفس بشرية خُلقت مباشرةً بقوة الله مستقلة عن الجسد، واقترنت به وهو في الرحم أو عند الولادة. وعلى ذلك فالنفس والجسد جوهران مختلفان مستقلان الواحد عن الآخر، ولكل منهما أصل خاص متميّز عن أصل الآخر. وهو مذهب كثيرين من المسيحيين

و لكن ايضا هذا المذهب من واقع اذهانهم لانه ببساطه ليس له مرجعية كتابية و لكن الدليل الاهم ان الله يخلق الانفس كما تخلق الابدان و لكن هنا مشكلة كبيرة ان هذا الفكر يناقد فكرة توارث الخطية لانه ببساطة يقول ان الله عند خلقه لكل نفس تكون نفس خاطئة تحمل نفس الخطية الموروثه و هذا خطأ لان الانسان يولد اساسا بطبيعة نقية و هذا كلام المعتقد المسيحي عندما خلق الله ادم
يجعل هذا المذهب تعليل فساد الطبيعة البشرية أمراً عسراً أو قريباً من المحال. فيقول الكتاب إن فساد الطبيعة وقع أصلاً في النفس لا في الجسد. وهذا المذهب يقطع كل علاقة بين آدم ونسله سوى العلاقة الجسدية، ويقول إن النفس تولد خليقة جديدة لا علاقة لها بآدم ولا بأحد من نسله
وبالتالى يكون فكرة توارث الخطية الازلية فى مهب الريح

مذهب تناسل النفوس بالولادة الطبيعية
هو اعتقاد تناسل النفوس بالولادة الطبيعية، أي أن نفوس الأولاد تتناسل من الوالدين مثل أجسادهم، وأن الولد مؤلف من جوهرين هما النفس والجسد، وكلاهما يولدان من الوالدين حسب الشرائع الطبيعية التي عيَّنها الله حين خلق الجنس البشري. وكان ترتليان أول من أنشأ هذا المذهب في الكنيسة، ومال إليه أغسطينوس، على أنه لم يصرح في تآليفه بقبوله
و الان جاء دورنا لنبين فشل هذا المذهب الذى وجد فيه المسيحيين ظالتهم لاثبات توارث الخطية الازلية من ادم الى كل نسله و حاجتهم الى الفداء و الصلب
اولا هذا المذهب خاطئ تماما من جميع النواحى لسبب بسيط اولا لان النفس هنا تكون مثل الجسد تتوارث صفات و كأنها صفات جينية وراثية و هذا الامر غير مقبول عقليا و لا علميا و الدليل انه لو ولد انسان من ابوين يعبدان البقر مثلا و هذا الطفل اخده ناس فى منطقه تعبد الشمس مثلا او تعبد الصليب فانه يصير عابد لهذا المعبود ولا يأخذ الصفه الروحانية او النفسية من ابواه و انما يتأثر بالمجتمع الذى يحيا فيه و تتشكل شخصيته على حسب البيئة التى ينشأ فيها فان النفس البشرية لا تحمل صفات وراثية من الابوين مثل الصفات الوراثية التى يأخذها الجسد و لذا نقول ان فكرة توارث الخطية الذى يعتمد عليه المسيحيين ان الخطية اساسا وقعة فى النفس و ليس الجسد فما الجسد الا هيكل ارضى و انما تحركه النفس و هى التى جعلت حواء و ادم يخالف الامر
ثم ان قول المسيحيين بأن هذا المذهب صحيح لان الكتاب قال أن الشيء يلد نظيره. فالنبات والحيوان ينتجان ما هو مثل نفسيهما ويشابهه كل المشابهة، ويشاركه في خواص كثيرة، وأنه لا دليل على استثناء الإنسان من تلك الشرائع الطبيعية امر غير مقبول عقليا لان هناك فارق كبير ما بين توارث صفات وراثية خاصة بالشكل و التكوين و طبيعة الاجسام و تقبلها لنفس الموانع يعنى مثلا السمك يتنفس فى الماء و الانسان لا يستطيع ان يتنفس فى الماء مثل الاسماك و هذا الامر لا يخص النفس البشرية او الروح التى يحيا بها جسم السمكه و انما له علاقة بالتكوين الجسدى و طبيعة الجسد فى كل من الانسان و الاسماك و ليس لها اى علاقة بالنفس او الروح او الطبيعة
لسبب بسيط يا اخوانى فلو ان الروح فاسدة فى الانسان فان مصدر الروح فاسد ايضا و لو كانت الروح التى تدخل الانسان تحمل خاطية فمصدرها اساسا ايضا يحمل الخطية و هذا كلام مناقد لطبيعة الله الصالحة و التى لا تقبل الشك او التأويل ولا حتى النقاش فيها و هذا الخطأ الذى وقع فيه النصارى لا يصدر من ذوى العقول لانهم ببساطه لا يستطيعوا ان يفرقوا كما ذكرنا بين النفس و الروح او نسمة الحياة و من هنا نقول لهم بما ان النفس و الروح واحد فكلاهما يحمل الخطية الموروثة و المفروض ان الحياة مصدرها الله فهو الخالق لكل شئ اذن هذه النسمه تحمل ايضا الخطية و لهم حق الرد ان وجدوا عندهم رد شرط ان يثبتوا لنا ان النفس تحمل صفات جينية وراثية مثل الأجساد
لان الطبيعة الفاسدة التى دخلت لطبيعة ادم وورثها لابناء على حسب مذهب توالد الانفس مثل الاجساد الذين اخذوه كى يساعدهم فى فكرة توارث الخطية الازلية و حاجة الانسانية الى فادى و مخلص
يقول لنا ايضا ان النفس البشرية خُلقت طاهرة فكيف فسدت ووُلدت خاطئة؟ وإذا قلنا إن اقتران النفس بالجسد جعلها نجسة وخاطئة فذلك بعيد الاحتمال، لأن ليس للجسد صفة أخلاقية تؤثر في النفس وتحولها من حالة الطهارة إلى الفساد. وإذا أدخل الله نفساً طاهرة في جسد إنساني وهو عارف أن ذلك يؤول حالاً إلى تحوُّل النفس من حالها المقدسة إلى حال نجسة، عسُر علينا التوفيق بين ذلك وتعليم أن الله ليس سبب سقوط الإنسان، فالله ليس أصل الخطية الطبيعية فينا و كل هذه التساؤلات طرحها علماء اللاهوت فوجدوا انه لا مخرج من هذا المأزق الا ان يقول قولتهم المشهورة و هى ربما هناك سر لا نعلمه فى توارث الخطية الازلية لكل بنى البشر
و نلاحظ معا ارجعاهم الامر الى الاسرار مع العلم ان هذه النظرية الترتليانية الاغسطينية لا يوجد لها مرجعية فى العهد القديم على الاطلاق ولم يتكلم بها المسيح مره واحده و الا اين تكلم المسيح عن خطية ادم و توارث بنى الانسان كلهم لهذه الخطية الازلية ثم ان هناك نصوص تعارض اساسا تولد الانفس مثل الاجساد مثلما ذكر فى الكتاب فى الاعداد (جا 12: 7 وإش 57: 16 وزك 12: 1 وعب 12: 9).
يستشهد المسيحيين على صحة هذا المذهب من مزمور 51-5 «بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي»
و نشرح هذه الفقرة فنقول اولا من كاتب هذا المزمور هل هو داود ام سليمان ام اخرون فلا يوجد دليل هنا من كتبه
والاغرب من ذلك ان هذا المزمور لو تأملنا به يقول بالاثم صورت ( أي انه خلق محمل بالاثم و بالخطية حبلت بى امى ) هذا المزمور لا يقوله الا من عرف ان ابوه ليس ابوه و انه ابن زنا و ان امه حبلت به من زنا والا سنقول ان المسيحية تعتبر ان الزواج زنا شرعى ( عبد الكسيح بسيط ابو الشر ) بالله يا اخوتى هل يقبل اى واحد على وجه الارض ان يقول ذلك عن نفسه الا اذا اكتشف انه ابن زنا
و نقول لهم كيف اذن يذكر سفر التكوين يوم خلق الله الإنسان، على شَبَه الله عمله» (تك 5: 1). فهل هذا على ادم وحده ام جنس الانسان ككل مع العلم بأن المفسرين قالو طبيعة الله هنا المقصود الطبيعة النقية غير الفاسدة او النفس غير الفاسدة و لكن يقولوا ايضا انه مع دخول الخطية اصبحت طبيعة الانسان فاسدة و كأن الخطية غير خاصية الانسان و كانت اقوى من طبيعة الله الموجوده فى الانسان وأفسدت صورة الله التي خلق الإنسان عليها فهل الخطية تأثيرها اقوى من صورة الله التى خلق عليها الانسان
سأعطى لكم مثال على ذلك لنفترض اننا لدنيا مجموعة الوان فى كوب ثم اتينا باللون الابيض ووضعنا فى هذا الكوب ثم وضعنا فى هذا الكوب اللون الاسود القاتم فايهما اقوى تأثير و كيف سيصبح شكل اللون الموجود فى الكوب ( الكوب هو الانسان – اللون الابيض صورة الله النقية – اللون الاسود الخطية ) بطبيعة الحال سيكون اللون الموجود و الدائم فى الكوب هو الاسود لذا نقول ان اللون الاسود اقوى من اللون الابيض و بذلك تكون الخطية اقوى من طبيعة الله التى خلق على صورتها ادم فهل هذا يجوز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ان هذا المذهب القائل بتوالد الانفس يجعل من تدخل الله فى خلق كل انسان او غيره من المخلوقات تدخل ثانوى جدا و قد ينعدم تماما و كان الارواح تتوالد من الاب و الام الى الابن و الله خلق مره واحده فقط و بعدها حدث توالد الارواح من ادم و حواء الى بنى البشر كلهم و هذا فى حد ذاته يحد من تدخل الله فى خلق مخلوقاته
ثم ان هناك شئ اخطر من ذلك فى توالد الانفس مثل الاجساد لكى يثبتو توارث الخطية فان الجسد يتكون بعد اخذ جزء من الاب و الام فهل يحدث ذلك للانفس ايضا و تأخذ جزء من الاب و جزء من الام اى تقسم النفس !!!!
و فى هذه الحالة تحدث الطامة الكبرى باثبات صحة نظرية ان النفس مادة و ان الانسان ماهو الا نتاج الطبيعة
وانه لا يوجد اله لانهم ببساطه جعلوا عمل الله فى خلق الانفس مقصورا على ادم و من هنا الحد الكثير من علماء المسيحية و الامثلة كثيرة لانهم همشوا قدرة الله على خلق كل مخلوقاته
و الان نقول لهم هل النفس البشرية تتوالد حتى ترث الخطية الازلية ؟؟؟ ام ان النفس تخلق من عند الله و على حسب طبيعة الانسان قد تكون فاسدة او نقية او على حسب توفيق الله له او على حسب الاقدار المقدره له من لدن المولى من لحظة تكون الانسان كعلقة فى رحم امه و هل هو شقى ام سعيد محدد الرزق معروف لدى الله فى علمه المسبق ماذا سيفعل لانه يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير
ثم ان الربط بين النفس و الجسد فى طريقة التواجد و هى الوالدة يحتم عليهم ايضا ان يقول ان النفس تفنى كما تفنى الاجسام و هذا ايضا يخالف كتابهم و عقيدتهم بأن النفس ترجع الى الله الى الذى خلقها و الا المفروض ترجع الى الذى ولدها و هو الاب و الام فايهما تختارو يا مسيحي العالم الخطية الازلية ام ان النفس تتلاشى مثل الاجساد او ترجع الى الروح التى ولدت منها و بالتالى الناس كلهم يحاسبو كنفس واحده و العقاب او الثواب يكون على جسد واحد كى نرجع الامور الى اصلها الى ادم و يتم تقسيم نفس و جسد ادم بنسب الذين يدخلون فى النعيم و الذين يدخلون فى الجحيم على حسب نسب الاعداد التى ولدت منه
هذا هو الحل الطبيعى كى نأخذ بما قاله المسيحيين فى توالد الانفس مثل الاجساد
كل هذا لكى يثبوتوا ان الخطية الازلية التى صنعها ادم ورثها كل ابنائه حتى اخر طفل يولد لانه مولود بالخطية الى ان يقبل الذى قدم نفسه فدية للخطية الازلية فهل هذا عقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكن بولس فعلها فى رسالته فاخذو بكلام بولس فى الرسالة الى روما 5 :12 " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. "
و كان لابد من الاخذ بكلامه لاثبات الفداء و الصلب و التجسد فهذا هو اساس المسيحية البولسية فى حين ان المسيح لم يتكلم على ادم ولا مره
و العهد القديم يقول انه لا يوجد شئ اسمه توارث الخطية على الاطلاق ايضا كما ذكر فى هذه الاعداد
سفر حزقيال 18 :1-9 "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
سفر حزقيال 18 :20 "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ."
سفر التثنية 24 :16 "«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ. "
سفر ارميا 31 :29-30 "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ."
فأين الخطية الموروثه ؟؟؟؟؟
كتب ايضا فى كتب الابوكريفا و التى صدق عليه الأرثوذكس و الكاثوليك و رفضها البروتستانت و يقول الأرثوذكس و الكاثوليك ان هذه الاسفار صحيحة لانه تم الاستشهاد بها فى بعض جمل العهد الجديد وبالتالي فهي صحيحة و ليست ابوكريفا كما هو موجود فى ذلك الجدول و الذى به فقرات مقارنه بين سفر الحكمة وبعض فقرات العهد الجديد
و الان نحن نطالبهم الان بأن يأخذوا أيضا بما جاء فى الإصحاح العاشر الفقرات الأولى والثانية
1. هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده
2. و أنقذته من زلته واتته قوة ليتسلط على الجميع

و هذه الفقرات تقول ان الحكمة هى التى أنقذت ادم و أنقذته من زلته اى ان الحكمة هى التى أنقذت ادم من ذلته و هناك فارق كبير جدا ما بين الذله و الخطية الازلية نعم ذلت قدم ادم و اخطأ ولكن الحكمة و التوبة أنقذته من هذه الزلة و غفر له و من الحكمة عندما تعرف انك على خطأ ان تصححه و هكذا فعل ادم و تاب و غفر له لان رحمة الله وسعة كل شئ و الكتاب يقول لنا ان ادم اصبح لدية العلم بالخير و الشر بعد الاكل من الشجرة قد صار كواحد منا عارف الخير و الشر اذا فقد عرف الشر و الخطأ و من الحكمة ان يصحح الخطأ و يتوب عنه و هذا ما قاله لنا انه حدث بالفعل فى الفقرتين السابقتين و ما خلق الله ادم و نسله ليعذبه فماذا يفعل الله بعذابنا و الدليل ان الله جعل له و لابنائه ان يتسلط على الجميع فما الداعي ان يعطى الله لأدم ان يكون خليفة على الارض يعمرها و الأرض هى من ضمن ملكوت الله فهل يعطى الله ملكوته الى مخلوق طبيعته فسدت وان كان كذلك لماذا لم يمت موتا فى لحظتها و نلاحظ ان الحكم المنفذ دائم موتا تموت فهل له رجعه سواء بكفارة او فداء هذا حكم نهائي على ادم فأين هذا النص مما ذكر فى سفر الحكمة ؟؟؟ أجيبونا يا مسيحيين

تبقى ان نشير الى عدة اقوال ووجهة نظر مسيحية مهمة كتبها كيرلس السكندرى فى نظرة الى الخلاص بوجه عام و نقده لكل النظريات و المذاهب و نقد نظرية اورجانيوس و كذلك أوغسطين و مذهبه المخترع الخاص بتوالد الأنفس و توارث الخطية
و هذا النظريات تم تنقيحها فيما بعد عن طريق كيرلس السكندرى و أيضا اثناسيوس نقدوا هذه المذاهب دون ان يصرحوا انهم ينقدوا هؤلاء فعلا و لكنهم جميعا كانو يسعون الى نفس الفكرة الاساسية و هى التجسد فكتب اثناسيوس كتاب تجسد الكلمة و هو من الكتب التى تتكلم بالتفصيل عن فلسفة التجسد و اللوجو و لكن السؤال الذى نطرحه ما حاجة التجسد اذا كانت فكرة الخطية الازلية غير موجود و مخترعه اساسا !!!!
الاغرب من ذلك اننا عندما نقرأ تاريخ العقيدة المسيحية التى تعتمد على الصلب و الفداء من اجل التصالح مع الله
نجد ان هذه العقيدة تتطورت و تم تعديل نظرياتها و مذاهبها و ذلك لسبب بسيط ان الكتاب نفسه لم يتكلم عنها الا على لسان مدعى النبوة بولس
عندما قارن علماء اللاهوت بين كلام اثنين من كتبة الاناجيل و هما الذين تكلموا عن الخطية الازلية و هما يوحنا و بولس
يقول علماء اللاهوت ان يوحنا لم يصرح عن الخطية الازلية و لكنه لمح بها او تناولها عن بعد و على استحياء فهل هذا وحى !!!!! بينما تكلم عنها بولس مياشرة
حتى انهم قالو ان لكل منهما طريقة فى شرح الخطية الاولى تسمى الطريقة القانونية juridical و هو بولس و الاخر يشرحها بطريقة mystical او الطريقة السرية ( تقريبا قريبه للخلطه السرية بتاعة السيد كنتاكى )
و اذا كان كاتب انجيل يوحنا يعلم ان الامر واضح و ان هذا الغرض الاساسى من التجسد فلماذا لا يصرح بها علانية و انما بشكل سرى و لكن دعونى اوضح الامر فالامر كله مجرد استنباط و استنتاج و هذا اسلوب العاجز و اسلوب الاعتماد على النية
و دعونا نبين الان ما هى الطريقة القانونية لبولس و هو ان الانسان سقط و عجز ان ان يفى بديونه لله فجاء يسوع و دفع الديون لله و خلص الانسانية ( فهل هذا مقبول عقليا ) و هل للانسان القدرة ان يفى بحقوق الله و نعم الله
فيكفى ان نقول نعمة النظر فماذا نفعل حتى نوفى لله ديننا من هذه النعمه ؟؟
اما نظرية يوحنا السرية يتكلم فيها على حب الله للناس فارسل ابنه حتى يفديهم و يخلصهم من خطاياهم ( لاحظو معى اللفظ خطاياهم ) مثل اى ذبيحة كفارة فى العهد القديم
حتى ان الالفاظ التى استخدمها بولس تختلف عن الفاظ يوحنا فى هذا الشأن تماما للدرجة التى ظلت العقيدة المسيحية رهن نظريات قديمة حتى بداية القرن الثامن عشر فى هذه النقطة و اختلف فيها كثيرا علماء اللاهوت
حتى ان علماء اللاهوت قالو عن هذه المفردات التى استخدمها بولس مثل ( التبرر- الفدية – الدين) ليس لها مدلول عقيدى و انما هى تشبيهات و شرح للعقيدة التى تعتمد على الفداء
والان نعرض بعض الذين قالو عن اقوال بولس عن الخطية الازلية و التجسد و قالو انها نظرية قانونية
و منهم القديس انسلم Anselm رئيس اساقفة كنتربرى فى انجلترا و هذا الرجل يعتبر هو المؤسس الحقيقة لهذه النظرية القانونية فى صلب يسوع من اجل الفداء للخطية الازلية و ليس بولس
و قام بعمل كتاب اسمه لماذا تجسد الله cur deus homo و لكن من الثابت و المعروف ان هذا الرجل اخذ الفكرة اساسا من ساويرس ابن المقفع مؤرخ الكنيسة والذى يدعى النصارى ان كتب كتاب اسمه ( الدار الثمين فى ايضاح الدين ) و الذى اخذ فكر اورجانيوس فيه اساس و قاعده ينطلق منها لشرح فكرة التجسد من اجل الفداء من الحطية الازلية
هذه النظريات احدثت فوضى كنسية عند الأرثوذكس بخصوص بعض اسرار الكنيسة و اهما موضوع الافخارستيا او التناول لان هذه النظرية هى التى تؤيد ان التبرر بالايمان فما الحاجه اذن الى الاعمال و الاسرار
ما هي النظرية القانونية
تقول هذه النظرية - كما صاغها أنسلم - إن آدم أخطأ، فأهان الله واعتدى على كرامته الإلهية،
وهو عمل قام به ضد الله العظيم، مما يجعل ضرورة تقديم ترضية كافية أمرًا لا مفر منه لكي يعفو الله عن آدم. ولما كانت كرامة الله ومجده بلا حدود، وجب تقديم ترضية غير محدودة لله، وهو ما يعجز عنه آدم.
هل ترون اخوتى كم هى نظرية اقل ما توصف انها سافله و منحطه حتى انها تصف خطية ادم اعتداء على الكرامة الالهيه
هذه هي الفكرة الأساسية عند أنسلم، وهي كما نعرف نابعة من روح العصر الوسيط الذي
كان يعتبر أن الإهانة الموجهة من عبد إلى أمير، أمر لا يمكن أن يصفح عنه الأمير إلاَّ بعد تقديم ترضية
كافية تليق بمقام الأمير. وأحياناً كان يتعذَّر تقديم هذه الترضية مما يجعل العقوبة أمرًا لا مفر منه. من هنا
أو Satisfaction جاءت فكرة الترضية المناسبة التي عجز آدم عن تقديمها. ومن هنا ولِد هذا تعبير الترضية في اللاهوت الغربي و هذه الترضية التي استطاع المسيح وحده أن يقدم دمها للآب. ومن هنا فهو الذي استحق أن يفتدي الإنسان. Merits ولدت نظرية استحقاقات المسيح
وعلى فرض صحة كل ما سبق فان المسيح يقدم ليرضى الاب اذن فهناك اله و هناك اخر يقدم له التضحية كى يرضى و يسامح ففى كل الاحوال هذا ينفى الالوهيه و من ثم وقع المسيحيين فى اختيار صعب احلاهما مر و هى هل صلب المسيح فداء للخطية الازلية كى يرضى الله وبالتالى المسيح ليس هو الله و الا كيف يقدم التضحيه لنفسه اذا كان الابن و الاب من نفس ذات الجوهر
هذه النظرية المسيحيين انفسهم اعترضو عليها و تتضمن اعتراضهم النقاط التالية :
أولا: وماذا بعد العفو عن آدم وإطلاق سراحه دون تجديد طبيعته الخاطئة؟
طبعاً أخرجت النظرية القانونية الصليب تمامًا من موضوع تجديد الطبيعة الإنسانية أو الخلق
الجديد.
وذلك لأن هذه النظرية قد قصرت فهم الصليب على أنه – فقط - الوسيلة التي تم مصالحة العدل والرحمة الإلهيين.

وقد وجد الأرثوذكس أن الأسرار تسد هذه الفجوة. أما البروتستانت، فقد اعتبروا أن الولادة
الثانية – وهي بالمناسبة - ليست المعمودية، وإنما هي مجرد قبول المسيح، يكفي لأن يضع الإنسان خارج
المحكمة، وأن ينتظر مرحلة التقديس. وبذلك وضعوا، ليس صليب المسيح فقط خارج تجديد الخليقة، بل الروح القدس ايضا

المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح، والاشتراك في موت المسيح أمر حتمي لتجديد
الطبيعة الإنسانية، وذلك كما سجل بولس بنفسه "كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته
ففدنا معه بالمعمودية للموت حتى كما ُأقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في
اذا لابد ان يصلب الانسان الذى يؤمن بيسوع او يشترك فى عملية الصلب فما الحاجه اذن ان يصلب يسوع
ثانيًا: كيف تشرح النظرية القانونية اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح الواحد
في الواقع، لا تقيم هذه النظرية لهذا الموضوع أي اعتبار بالمرة، بل تضع نفسها في مأزق قانوني
خطير جدًا. فالترضية غير المحدودة التي يجب ان يقدمها الإنسان، والتي هي غير ممكنه - كما يشرح
أصحاب هذه النظرية - بسبب محدودية الإنسان، صارت ممكنًة بسبب المسيح غير المحدود، فما هو
المقصود من هذا على نحو قانوني دقيق، طالما أن أصحاب هذه النظرية قد لجئوا إلى القانون الوضعي، لا
إلى كلمة الله لشرح موت المسيح على الصليب الترضية غير المحدودة ليست سوى اللاهوت وحده، وبالتالي لا معنى بالمره لتجسد الابن.
والأهم من كل هذا هو نقطة قانونية لا تخطر على بال القانونيين، ألا وهي: إذا كانت خطية
آدم تقتضي الموت غير المحدود، فلماذا قام المسيح من الموت؟
وكيف حل بديلا لآدم بينما هو لم ينل عقوبة آدم غير المحدودة عندما قام من الأموات في اليوم
الثالث؟ كيف قام بينما كان يجب أن يظل في قبضة الموت إلى الأبد؟

و قد تسأل ايضا القديس المدعو كيرلس السكندرى هذا السؤال عن موضوع التجدد فى المسيح بعد الايمان به و تغير الطبيعة الخاطئه التى ورئها الانسان من ابوه ادم بسبب الخطية الازلية
و ننقل بعض اقوال كيرلس عن هذه الخطية :
إن قصة خلق آدم مرت بمراحل من التفسير غير المسيحي، كان أشهرها تفسير العلاَّمة
أوريجينوس الذي تصور أن الله قد خلق الإنسان روحًا محضًا ثم سقط، وبعد ذلك حبسه الله في الجسد.وقد اعتمد هذا التفسير على الفكر الأفلاطوني.
وفي مرحلة أخرى شاع عند الذين تأثروا بالفلسفة أيضًا أن آدم خلق جسدًا من التراب وبعد
.ذلك خلق الله له النفس الإنسانية وهي ما تعبر عنه النفخة المشهورة في سفر التكوين ٢ ( 6-7 )

ولكن عند آباء الإسكندرية - وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس - خلق الإنسان منذ البداية
حيًا عاقلا، أو حياًة عاقلًة. والعقل هنا لا ينتمي إلى القدرات الجسدية المخلوقة من التراب، وإنما يأتي من العلاقة مع الله، وهي العلاقة التي تميز بها الإنسان عن الحيوانات وسائر الكائنات الأخرى. فما الذي تميز به الإنسان عن غيره؟
يؤكد القديس كيرلس أن النفخة لم تكن خلق النفس الإنسانية، وإنما كانت هبة وعطية الروح
القدس. وقد ناقش القديس كيرلس الذين فسروا النفخة الإلهية على أنها خلق النفس الإنسانية، وقال إنه تفسير غير سليم و ان الروح القدس هو هبة الحياة. وبدون هذه الهبة لا يمكن للإنسان أن يكون على صورة الله ومثاله. فليس من قدرات الإنسان الطبيعية ما يجعله قادرًا على أن يكون صورة الله، وهو لا يملك العطية الفائقة للطبيعة
ومن هنا ندرك أيضًا لماذا أطال أثناسيوس في شرح خلق الإنسان على صورة الله قبل أن يشرح
تجسد الابن. فالكلام عن كائن حي ينتمي إلى الحياة المخلوقة من العدم فقط، وليس لديه عطية إلهية
فائقة لا يستلزم تجسد الكلمة لفداء الإنسان. وإنما الحقيقة الواضحة هي أن آدم خلق منذ البدء بدون الفساد والعقل، وهي من مكونات الصورة الإلهية في الإنسان. ولهذا كانت النفخة هي ختم عدم الفساد الذي وهب لآدم. وطالما كان آدم باقيًا أو مقيمًا في هذه النعمة الفائقة، فقد كان في غير حاجة إلى المخلِّص، أي أن الخليقة كانت تسير في طريقها الإلهي السليم. وهكذا حلَّ الروح القدس في الإنسان بدون وسيط، ولذلك لولا خطية آدم ما كان المسيح قد تجسد وصار مثلنا
الاغرب هنا يا اخوانى ان هذا الكلام مناقد تماما لما جاء فى سفر التكوين لان بعد خلق ادم و اسكانه الجنه مع امراته كان بدون علم اذن هذا الكلام ايضا عار من الصحه تماما و الا اين كان هذا الروح القدس او روح العلم و الحكمة او روح العقل التى خلق عليها الانسان صورة الله حتى ادم لم يكن يعرف الخير من الشر حتى اكل من الشجرة و قد تكلمنا بذلك فى بداية المقال بالتفاصيل

يتكلم كيرلس السكندرى عن هذه الجزئية بالذات فيقول
لم يكن وجود للخطية في العالم، فقد كانت الحياة فقط، وكانت الحياة بلا ناموس. ولكن لكي يخضع آدم لله ويصبح تحت سلطان الناموس، قيل له من كل شجر الجنة تأكل، أما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها؛ لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت".
إذن، الوصية مختلفًة تمامًا عن هبة الحياة. وهكذا يؤكد القديس كيرلس أن سبق الحياة للوصية
هو أمر أساسي في خطة الله لخلق الإنسان. إن الوصية أعطيت لكي تؤكد اعتماد الإنسان على الله
وليس انفراد الإنسان بالحياة بعيدًا عن الله. فالوصية هي التعبير عن هذا الاعتماد، ولكنها ليست هي
الاعتماد نفسه، وإنما الاعتماد مصدره النعمة الإلهية. بالروح القدس
و لكن السؤال نكرره اين علم الروح القدس اذا كان ادم عمره العقلى سنه او اقل ولا يمييز بين الخير و الشر اذن فقصة ان الروح القدس كان عطية الله لادم كلام عار من الصحة ايضا

كيف يرى كيرلس السكندرى خطية آدم وانتقالها إلى الإنسانية
ما معنى أن آدم قد أخطأ؟ وما هي علاقتنا بخطية آدم؟
لقد دار جدل طويل حول موقف الآباء الشرقيين وموقف أوغسطينوس بالذات من هذا
الموضوع. فقد دار الجدل منذ زمن أوغسطينوس حول الكلام عن وراثة خطية آدم، ولكنه تطور فيما
بعد أوغسطينوس إلى اعتبار أن الخطية قانون من قوانين الوراثة. وهو تفسير يختلف عن التفسير الشرقي
الذي تم الكشف عنه بفضل اكتشاف تعليم الآباء الشرقيين وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس
١- يؤكد الآباء وأوغسطينوس أن الطبيعة الإنسانية الميتة هي التي تنتقل من جيل إلى جيل.
وإننا ولدنا من آدم الميت، وبالتالي تعذَّر علينا الخلاص من الموت؛ لأننا نحمل كل صفات الطبيعة الميتة.
٢- يؤكد الآباء وأوغسطينوس أن الطبيعة الإنسانية صارت ميالة للخطية، وأن الإنسان صار
عاجزًا عن أن يحيا حياة صالحة؛ لأن نبضات الضعف والموت والميل إلى الشر صارت كامنة فيه.
لكن القديس كيرلس بالذات يختلف مع أوغسطينوس حول مسألة وراثة خطية آدم، أي ذنب
آدم المعروف باسم "الخطية الأصلية". فنحن لم نشترك في ذنب آدم، ولذلك لم نرث ذنب آدم، وليس
لنا علاقة بالمرة بما فعله آدم، وإنما لنا علاقة بنتائج فعل آدم. وبالتالي علينا أن نحذِّر الوقوع في الثنائية التي
سقط فيها أوغسطينوس، ذلك أن التعليم بانتقال الخطية من كائن إلى آخر عن طريق الوراثة يؤدي بنا
إلى نتائج خطيرة لا يمكن قبولها إيمانيًا، ويمكن أن نلخصها فيما يلي:
١- الوراثة قانون من صنع الخالق، وهو قانون طبيعي يعود إلى الله نفسه خالق الطبيعة. فلو
كانت الخطية، أي ذنوب أناس عاشت قبلنا تو رث لنا، لكان وضع الطبيعة الإنسانية الآن أسوأ مما كان
عليه سابقًا، وهو أمر لا يمكن أن نصرح به ولا يوجد عليه دلي ٌ ل في الواقع.
٢- لو كانت الخطية بالوراثة، لكان الله هو المسئول عن الخطية؛ لأن الله هو الذي وضع
القانون. ولتعذَّر علينا أن نقول إن الله هو مصدر الخير والصلاح. وفي هذا عودة إلى ثنائية المانوية، أي
التعليم بالثنائية الطبيعية بين الخير والشر، أي أن الخير طبيعي مخلوق، والشر طبيعي مخلوق، وكلاهما قادر على البقاء والاستمرار بسبب انتمائه إلى الإله الذي خلقه، وهو ما لا تقبله المسيحية كديانة توحيد.
٣- ولو كان الخير والشر قانونين في الطبيعة، لانتفى تمامًا أي كلام عن نعمة الله الغافرة
لأن النعمة لا تنتمي إلى قانون طبيعي، وهي ليست جزءً من النظام المخلوق، وإنما هي الحضور
الإلهي الفائق في حياة الإنسان. وما الشر إلاَّ المرض الذي أبعد الإنسان عن الحضور الإلهي الفائق.
٤- ولو كان الشر يعتمد على قانون الوراثة، وكان الشر من صنع الإنسان، باعتبار أن
الإنسان هو الذي اختراعه حسب تعليم الآباء جميعاً، وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس السكندري،
لأصبح من الضروري على الذين ينادون بأن الشر يو رث، أن ينادوا أيضًا بأن الإنسان استطاع أن
يغير في النظام الكوني، وأن يخترع شيئًا له قوة السيادة على الطبيعة الإنسانية. وَلتحتم علينا - منطقيًا -
أن نبحث عن اختراع إنساني آخر يلاشي الاختراع الأول. ولكن الواضح هو إنَّ تعذُّر العودة إلى الحياة
الأولى عندما سقط آدم - كما ذكرنا – يعود إلى غياب عمل الله في الطبيعة الإنسانية، أي انسحاب
الروح القدس من الإنسان. وذلك هو الذي جعل عجز الطبيعة الإنسانية أمرًا لا يمكن أن تتخطاه الطبيعة
الإنسانية بدون عمل النعمة.
يؤكد القديس كيرلس أن معنى كلمات بولس التي تترجم "أخطأ الجميع" هو "أخطأ
الجميع كما أخطأ آدم"، أو "تعدى الجميع الناموس كما تعدى آدم"، ليس في آدم، وإنما في الواقع
الإنساني الذي فيه يكسر كل إنسان الناموس الإلهي.

يؤكد القديس كيرلس أن مفتاح الموضوع كله هو المقارنة بين آدم الأول وآدم الثاني.
وهو موضوع من أكبر الموضوعات في كتابات القديس كيرلس، ولا يمكن أن ندرسه هنا، وإنما نكتفي
: بما ذكره كيرلس نفسه في شرح رومية 5-16
الحكم من واحد للدينونة، أي للموت. وهكذا، الذين لم يشتركوا في خطية آدم
سرى إليهم الموت بسبب وحدة الطبيعة الإنسانية التي خلقت مثل شجرة وأصيب جذرها
بالموت، فسرى الموت للأغصان. وهكذا أخطأ الجميع ليس لأدم اخطئوا عندما أخطأ آدم،
لأنه عندما أخطأ آدم لم يكن هؤلاء موجودين. ولكن؛ لأن الجميع من الطبيعة التي سقطت
تحت سلطان الناموس والموت، قيل إن الجميع أخطئوا لأننا جميعًا تركنا الله عندما تركه آدم"
.(٧٨٩-٧٨٨ : ١٨ - مجلد ٧٤ : (تفسير رومية ٥

بقى ان نشير الى شئ فى غاية الأهمية و هو أنواع الخطأ
· الخطأ المتعمد،
· الخطأ بشبه التعمد
· الخطأ فى اتخاذ طريق او مجرى الخطأ
· الخطأ غير المتعمد
· الخطأ عن جهل
· الخطأ للضعف العقل او العمر العقلي

و علينا الان ان نختار ايهما كان خطأ ادم و حواء و نحدد العقاب اللازم بناء على طبيعة الخطأ و حجمه و تعمد او عدم تعمد او جهل او ضعف عقل المخطئ ؟؟؟
و الخطأ مقسم ايضا الى خطأ في الفعل، وخطأ في القصد . او الخطأ في القصد والفعل معاً
الخطأ في الفعل: وهو أن يقصد فعلاً فيصدر منه آخر. كمن قصد شيئاً فأصاب غيره و نحلل ما حدث ماذا كانت نية حواء ؟؟؟ الأكل ام المعصية ؟ و كذلك الأمر لأدم ؟ وهل كان لديهما العلم الكافي برد الفعل للرب الوهيم
هل كانت حواء و ادم لديهم المعرفة كي يميزوا بين الخطأ و الصواب الإجابة فى أول المقال تعرفها و مثبته بالنصوص من كتابهم

و لله الأمر من قبل و من بعد
و سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
من العبد الفقير الى الله الواحد الأحد
نو مور 100100
NO_MORE100100_NO
اللهم اهدي المسيحيين و آتى بهم