17‏/6‏/2008

الخطية الازلية و اختلاف المسيحيين انفسهم فى تفسيرها و تعريفها لاهوتيا


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

الخطية الأزلية

عندما نتكلم في هذا الموضوع فأننا نمس نقطه في غاية الخطورة في العقيدة المسيحية التي تعتمد على فكرة أن الإنسان اخطأ في حق الله و هذا لا يغفر إلا بعقيدة التجسد و الصلب و الفداء من اجل التصالح مع الله حتى يتم غفران هذه الخطية التي التصقت ببني ادم بعد خطأ أمهم حواء و إغوائها لأدم بالأكل من شجرة المعرفة التي حذر الله ادم من الأكل منها
كما تكلم العهد القديم فى سفر التكوين الإصحاح الثالث
تك 3-3 وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا
تك 3-6 ( فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل )
تك 3-12 (فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت. )
تك 3-17 (وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك.بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. )
ثم قرر اله المسيحيين طرد ادم و زوجته من الجنة التي اسكنهما فيها و هي جنة على الأرض من وجهة النظر المسيحية و اليهودية أيضا و نرى حادثة الطرد لأدم و زوجته حواء في نفس الإصحاح الثالث أيضا
و لكن عند قرأته نجد ان سبب الطرد ليس الأكل من الشجرة كما يزعم النصارى و لكن السبب نكتشف في النصوص نفسها
لنقراء معا و نرى أين الحقيقة في الإصحاح الثالث الفقرات من 22 إلى 24
22 وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد. 23 فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها.
24 . فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة .

و من النصوص السابقة نجد ان الرب قد فكر مع نفسه ووجد أن وجود ادم فى الجنة قد يجعله يأكل من شجرة الحياة و يأكل و يحيا الى الابد و من ثم لا يستطيع الرب أن يميته او أن يطبق خطته التى أعدها و يكون ادم حيا الى الأبد و لا يستطيع الرب أن ينزل الى الأرض فى ثوب جلدي انسانى كي يقوم بعض الرومان واليهود بالبصق فى وجهه و لا بضربه على قفاه و لا تعذيبة و صلبه وكأن الرب يهوه يحب ذلك ( عايز حد يهزئه ) طيب ماذا يفعل ( تتصرف كيف يا الوهيم تتصرف كيف يا الوهيم ) لذلك قام بعمل حركة تأمين و طرد ادم وأمن الطريق لشجرة الحياة بملاك معه سيف مثل سيف العاب الاطفال اللى بيتقلب نور
عموما و حتى لا أطيل و لا يظن القراء أن الموضوع هزلي و لكن بالفعل يجبرني النص على ذلك و طريقة عرضه تُحقِر من شأن الرب و شأن قوته و علمه المسبق بالاحداث بكلمة لعله يمد يده ( يا لهوى أحسن ادم يأكل من شجرة الحياة كمان و معرفشى أموته موتا ولا أطبق خطتي )
وهكذا سقطت لويز ( محمود المليجى فى فيلم الناصر صلاح الدين )
سقط ادم و من وجهة النظر المسيحية وسقطت كل البشرية معه و التصقت بكل البشر هذه الخطية حتى المولود الصغير يولد بالخطية الأزلية المورثة من أبونا ادم
· و لكن السؤال الذي نطرحه و يطرحه اخوة كثيرون ممن يناقشون النصارى – ما هي الطبيعة التي خلق الوهيم بها ادم
· هل هى طبيعة فاسدة ام طبيعة نقية لا تعرف الخطية لها طريق ( و كأنه ملاك) و لكن فى المسيحية لا يوجد شئ اسمه طبيعة نقية تماما لا تعصى الله ما امرها و يفعلون ما يؤمرون كما فى الاسلام و إنما فى المسيحية هناك ملائكة ساقطة ولا حول ولا قوة الا بالله
· فلو كانت طبيعة ادم فاسدة فهذا شئ متوقع عندها الخطأ لان الطبيعة فاسدة أساسا فلما كان التفضيل و الاختيار و تسليط على كل الأرض وهل يعطى الرب شئ فاسد التسلط على مملكته و لكن تأتى الإجابة من المسيحيين لا لقد خُلق ادم على طبيعة نقية, ثم يستدركون و يقولون قابله للخطأ من اجل أن يجعلوا الامور فى صالح فكرة الخطية الازلية
و لكن السؤال الاغرب هل كان ادم لديه العلم حتى يمييز بين الصواب و الخطأ ؟؟

· الاجابة تجدها في كتب المسيحيين فى هذا النص فى سفر التكوين الاصحاح الثالث الففرة من 1الى 3 (
وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة. 2 فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل. 3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموت)
· نلاحظ معا أن حواء و بالتبعية ادم لا يعرفو ماهى هذه الشجرة و انما منعا منها فقط , فان صفة العلم عندهما معدومه و كأنهما طفلان صغيران لا يميزا بين الخطأ و الصواب ولا تعرف حواء ولا ادم اسم الشجرة و انما يعرفا مكانها فقط .
· سوف نكتشف فجأة أن الرب الاله عاقب ادم و حواء و هما فى حكم عقل الطفل الصغير الذى لا يمييز عاقبهما عقاب اليم , تخيلو معى طفل صغير لم يبلغ سنة تبولٌ على وجه ابوه فقام ابوه بطرده من البيت بعد علقة ساخنه ( اطلع بره بيتى انت مش ابنى حسن يوسف هو اللى ابنى احنا لمينك من صفافيح الزباله ) ماذا يكون حكمك انت على هذا الوالد الذى يطرد طفل لم يبلغ السنة من بيته لأنه تبولٌ على وجهه او اسقط كوب الماء او عمل بيبى على السرير بدون ما يقوله انا عايز اعمل بيبى ماذا سيكون حكمك انت على هذا الاب؟؟
· هكذا كان ادم و حواء فى علم كل منهما و عمرهما العقلى لانهما لا يستطيعا أن يميزا بين الخير و الشر والدليل من الكتاب
· انظروا معى هذا النص الذى يثبت صحة كلامى و يجعل من سخريتى شئ طبيعى لهذا الهزل الكتابى فى الاصحاح الثالث ايضا فى سفر التكوين الفقرة
السادسه و السابعة (( فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل. 7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان.فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر )) لاحظو معى مثل الاطفال تماما لم يكونو يعرفو انهما عريا و لما اكلو عرفو انهما عرايا
· هذه واحده الاقوى منها ما ذكرناه سابقا فى الفقرة 22 فى نفس الاصحاح الثالث 22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر )) فكيف يحاسب على ذنب من لا يعرف الخير و الشر كيف تحاسب انسان عمره العقلى سنه واحده فقط فيكون عقابك له الطرد و البهدله تخيلو الواقعه السابقة بتاعت الطفل اللى عنده سنه و عملها على رجل ابوه فابوه طردو من البيت و طلق امه و راح قتل حماه و سم حماته و اخو مراته حط له حشيش فى جيب البنطلون من ورى و اخد اخته عملها قضية دعارة ( بهدل العائله ) دمر عائله قوامها الان مليارات كثيرة من اجل الانسان الاول ( ادم و حواء ) و هما عمرهما العقلى سنه
· و الان لنسأل هل ما يقولوه النصارى عن الفداء و الصلب من اجل هذه الخطية غير فى الطبيعة البشرية هل اصبح الانسان الان لا يخطئ او رفعت عنه وصمة العار الخاصة بفعلت حواء و ادم !!!! الاجابة ............. ( اكمل الجملة مكان النقاط)
· والان نستعرض اراء اللاهوتيين فى كيفية سقوط الانسان
علماء اللاهوت قاموا بعمل نظريات من شأنها توضيح الفكرة الخاصة بعملية الفداء و الصلب التى وجبت على الرب بعد الخطية الازلية
و قامو بعمل مذهبين هما على التوالى
* الأول مذهب «سابق السقوط» والثاني «تابع السقوط».
و سوف نقوم بتبسيط و شرح فكرة المذهبين للقارئ حتى يحكم بنفسه على المذهبان و يختار بعقله احدهما شرط تجنيب العقيدة و العاطفة التى تعمى العقل
المذهب الاول ( مذهب سابق السقوط ) و هو كالتالى
أن الله قبل خلق البشر، ومن قبل سقوطهم اختار مِن الذين قصد أن يخلقهم عدداً معلوماً ليكونوا آنية رحمة، وعيَّن الباقين منهم ليكونوا آنية غضب. وأنه خلق البشر لأجل هاتين الغايتين: أي للخلاص، والرفض. وعلى ذلك يكون الخلق واسطةً لإتمام هاتين الغايتين. والتعيين الإلهي المطلق إما للخلاص أو للرفض هو مبدأ معاملة الله للبشر من البداية إلى النهاية .
و لكن الا تعتقد معى ان هذا ظلم لانه بالفعل هنا اللى قد عيين الذين يدخلون النعيم و الذين يدخلون الجحيم فما داعى الخلائق فى الاجتهاد و البحث اذا كان كل شئ محدد مسبق و اين الاختيار و الاختبار اذن الدنيا ليست اختبارا و انما قضاء وقت فقط ممتع للفرجه على مسرحية تم اعدادها من قبل ثم ان هذا المذهب مخالف لما حدث و سبق لنا ذكره ان الرب قد تفاجئ بان ادم اكل من الشجرة و خاف ان ياكل من شجرة الحياة
و الاهم من ذلك شئ فى غاية الاهمية ( ان رحمة الله ليست ممنوحة لكل عباده و انما مقصورة على المختارين وان باب التوبه مغلق للذين تم تحديدهم من قبل انهم فى الجحيم ) اغلاق باب التوبه و الرحمة لسابق التعيين و لتوضيح الامر لابد من ان نشير الى ان هذا المذهب لا يشير الى علم الله ( يعرف ما كان و ما سيكون و ما لم يكن اذا كان كيف يكون ) و انما يقول انه تم تعيين هذه الاشخاص الذين سيدخلون الجحيم دون افعال حقيقة لهم فى الحياة و دون الاشارة لها و انما هم مجرد آنية لحظو معى كلمة آنية
مثل الحيوانات تماما أفعالهم لا تقدم ولا تؤخر و بالتالى لا يوجد شئ اسمه حساب و عقاب و رحمة لانهم بالفعل معروفين الى اين سيذهبو قبل ان يفعلو اى شئ فعلى ( بسم الله الرحمن الرحيم * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
انظرو معى هنا التقسيم فى الرزق و ليس فى الرحمه فان رحمة الله وسعت كل مخلوقاته و انما بتحديدها المسبق فقد فقدت الرحمة الالهية اهم معانيها .
وكثير من علماء اللاهوت اخذو هذا المذهب و عملو به و لهم العذر كل العذر فى ذلك لان بولس قال لهم فى رسالته رومية الاصحاح التاسع فقرات
من22 فماذا ان كان الله وهو يريد ان يظهر غضبه ويبيّن قوته احتمل باناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك
. 23 ولكي يبيّن غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فاعدّها للمجد . .
و لكن بولس كان قد صرح بها بالفعل فى رومية 8
-29 لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين
والان نسأل ايهما سبق الاخر يا مسيحيين ( مشيئة الخلق ام مشيئة الفداء و الصلب ) ؟؟؟ و للتوضيح نقول اى مشيئة إلهيه سبقت الاخرى ( ان يخلق ادم ؟؟؟ ام ان يصلب و يهان )
والسؤال موجهة لبولس أيضا و الذى تمادى فى هذه الفكرة التى صناعها بعده اتباعه كمذهب فى رسالته الى افسس الاصحاح الثالث
9 وانير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح. 10 لكي يعرّف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة
من هذه النصوص نقول ان الرب قبل ان يخلق ادم كان يفكر ان يتجسد و يصلب و يهان ولا حول ولا قوة الا بالله
اذن فان عملت خلق الانسان ليست الغاية و انما وسيلة تحقيق فكرة الرب فى البهدلة

· مذهب تابع السقوط : وهو ان الله خلق الإنسان و سمح له بالسقوط
اى أن الله إذ قصد أن يعلن مجده (أي صفاته الرفيعة بكمالها) عزم على خلق العالم والسماح بسقوط الإنسان وتدبير ما يقتضيه الفداء للبشر الساقطين واختيار البعض منهم للحياة الأبدية بواسطة الفادي وترك بقية البشر، كما ترك الملائكة الساقطين ليقاسوا العقاب العادل لخطاياهم
الجدير بالذكر انه علماء اللاهوت قامو بعمل اربع اراء لهذا المذهب وهى كالتالى البيلاجي، والنصف البيلاجي (أي الأرميني) والأغسطيني (وهو الكلفيني) ويُسمّى أيضاً «المُصلَح» نسبة إلى إصلاح القرن 16 حين اشتهر عن يد جون كلفن وغيره من اللاهوتيين المصلَحين.
و مخلص هذه الآراء ببساطه ان الاول يقول ان الله قضى بالفضاء و الصلب عن الخطية الازلية قبل الخلق و تم تدبير هذه الخطة للعالم كله و الثانى الاغسطينى يقول ان الفداء للذين يقبلون المسيح فقط و هم معينين ايضا فقط لهم و ان الخلق خلق من اجل الخطة و يسمى الكفارة المحدودة المقتصره على الذين تم تعينهم من قبل و استشهدو بما قاله بولس فى رسالته الى افسس الاصحاح الاول الفقرة 4
4 كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة ))) اذن الفكرة تسبق الخلق لان بولس قال قبل تأسيس العالم اى قبل كل المخلوقات و الارض نفسها

و لكن تم تعديله و تنقيح و جعلو الكفارة عامه و شامله للكل لمن يقبل فيما بعد
و طبعا المسيحيين احبو هذه الفكرة انه جاء الى العالم كافة و فداء للعالم كافة و لكن ماذا يقول المسيح نفسه هنا
فى متى 15-24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
و فى يوحنا 10-11 انا هو الراعي الصالح.والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف
و فى يوحنا 1-11 الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله.
و من النصوص السابقة نجد ان فكرة الفداء العام على فرض صحة الفكرة انكرها يسوع تماما فى اقواله لانه كان اتى الى خاصته و هم اليهود اذا الفداء و ان كان صحيحا لم يكن الا لليهود خاصته الذى هو منهم و هم لم يقبلوه
وقوله «يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرةٍ أردتُ أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا!»متى 23-37
اين فداء البشرية كلها اذن يا نصارى !!!!!!!!!
كم من التناقد الفكرى و المذهبى فى صميم العقيدة لهم بسبب تضارب النصوص و عكس كل اقوال المسيح و الأخذ باقوال بولس و كأن بولس يعرف المسيح اكثر من نفسه و نصب نفسه وصى على الله و على شرعه و حتى فكره .



ولكن كل هذه المذاهب يشترط فيها عامل مهم جدا و هو ان الخطية الأزلية ملتصقة بالبشر كلهم لأنهم ورثو الطبيعة الخاطئه من ادم و كل انسان يولد -يولد بهذه الخطية وصمة عار على جبين كل انسان حتى لو ولد و مات فى نفس اللحظة
والان ننتقل الى فكر اللاهوتيين فى التصاق الخطية بالنفس البشرية و توارثها من ادم وكأنها جين وراثى
اولا الكتاب لم يذكر اى تعاليم مرتبة ومفصَّلة في شأن جوهر النفس وخواصها،و مع ذلك تمخض العقل المسيحي عن عدة نظريات غريبة و الغريب حقا ان بعد وضع هذه النظريات اختاروا أضعفها و أكثرها بلاهة و سوف نكتشف ذلك الان بعد عرض هذه النظريات و نقاشها .
لابد اولا ان نعرف ان النفس مسكنها الارضى هو الجسد و هى نتيجة او عبارة عن نتاج دخول الروح ( نفخة الحياة ) الى الجسد فتنتج النفس و هى المشكلة و التى حاولوا ان يصنع لها حالة توافق العقيدة المسيحية او بمعنى اصح ان تخدم الفكر المسيحي الخاص بتوارث الخطية الازلية من ادم الى نسله كله
العلاقة بين النفس والجسد فى المسيحية اتحاداً حقيقياً و لكن هذه الفكرة فكرة خاطئة لان الروح تحل فى الجسد فتنشأ النفس و لابد ان يمييز النصارى بين حالة الحلول و لفظها و معناها و لفظ الاتحاد و معناها فان الاتحاد لا يمكن ان ينفصل ابدا لاتحاد مكونات الشيئن المتحدين سويا و لكن عموما تعودنا منهم على اختيار كلمات فى غير موضعها و حالتها . ولما كانت حياة الجسد تتوقف على اقترانه بالنفس، فإن انفصالها عنه يُفقده الحياة فيموت ويضيع منه الحس والحركة، ويخضع للنواميس الطبيعية التي تتسلط على المادي إلى أن ترجع تراباً و بالتالى فان النفس غير متحده بالجسد و انما حاله فيه و هذا الحلول حلول وقتى مرتبط بفترة حياة الانسان او اى مخلوق اخر
تنشئ بعض الأحوال الجسدية بعض الأحوال العقلية، لأن العقل يشعر بتأثير المواد بواسطة أعضاء الحس الجسدية، فينظر ويسمع ويحس. ونعلم من الاختبار اليومي أن صحة الجسد ضرورية لراحة العقل ولصحته، ومرض الواحد يحدث ما يشبهه في الآخر، والانفعالات العقلية تؤثر في الجسد. مثل الخوف او الحب او الكره او الخجل او الغضب و ما الى ذلك من حالات نفسية تؤثر تأثير مباشر على الجسد اذا فان النفس تؤثر على الجسد و هذا فى كل البشر و لكن هل هذا يعنى ان الانفس البشرية كلها واحده و تذكرو ذلك جيدا ( هل المواقف ذاتها يكون تأثيرها واحد على كل البشر )؟؟؟
المسيحيين قسموا الانسان الى اقسام ثلاثه ( الجسد – النفس ( و يطلقوا عليها النفس ( الروح الحيوانية ) - و الروح ( و هى صورة الرب الخالده ) هكذا قسمها بعض علماء اللاهوت – و لكن هذا القول اعترض عليه معظم علماء اللاهوت و قالوا ليس في الكتاب ما يدل على أن النفس والروح جوهران يتميّز أحدهما عن الآخر. بل إن الكلمات العبرانية واليونانية التي استعملوها لهما يُراد بها معنى واحد، هو نسمة أو حياة أو مبدأ الحياة. فجاء في الكتاب أن النفس هي جوهر الحياة للجسد، وهي ما يفتكر ويشعر ويخلُص أو يهلك ويحيا بعد الجسد ولا يموت أبداً. فالنفس هي الإنسان ذاته أي ما تقوم به ذاتيته وشخصيته
و هذا قولهم و لكن لنتأمل قليلا الى هذا الكلام و خطأئه و ذلك ليس خطائهم و انما خطأ الكتاب الذى بالفعل لم يمييز ما بين الروح و النفس و هما بالفعل مختلفان لان النفس تختلف عن نفخه الروح الإلهية و التى تجعل من الاجساد الصماء حركه و افعال و ان النفس هى الموجهه للجسد و لنقص عقل كاتب الكتاب حاول ان يقول ان نفس الانسان مثل نفس البهيمه يقول ( ومن يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق، وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض؟» (جامعه 3: 21). و قال ايضا فى الجامعه 3-
19 لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم.موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للانسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل.
و الان نعرض الجزء المهم فى الموضوع و هى اصل النفس و تأثير الخطية فى ادم و نسله
اختلف علماء اللاهوت فى هذا الامر ايضا فيقولون أن الله لما جبل آدم من تراب الأرض خلق نفسه مباشرةً، وهذا لا خلاف عليه، وإنما الخلاف هو في أصل نفوس الذين تناسلوا منه: هل خلقها الله رأساً خليقة جديدة كما خلق نفس آدم، أو هل توالدت كالأجساد؟ ولا خلاف بين اللاهوتيين في توالد الأجساد، إنما الخلاف في أمر النفس بسبب صعوبة الحكم فيه. وفي ذلك ثلاثة مذاهب، هي: (أ) وجود النفس السابق. (ب) خلق النفوس عند تكوين الأجساد. (ج) تناسل النفوس بالولادة الطبيعية
مما سبق سوف نعرف هل الخطية الازلية تورث ام لا ؟؟؟؟؟؟
-مذهب وجود النفس السابق
هو اعتقاد وجود النفس السابق، وفيه قولان:
(1) إن الله خلق جميع النفوس البشرية حين خلق نفس آدم، وعندما يولد إنسان يعطيه الله النفس المخلوقة له.
(2) خُلقت النفوس البشرية سابقاً في عالم آخر، وجُعلت تحت الامتحان وسقطت، فحكم الله عليها بالدخول إلى هذا العالم واحتمال امتحان جديد في حالة جديدة قصاصاً لها. وزعم أصحاب هذا القول إنه الحل الصحيح لمسألة الخطية الأصلية، وأكَّدوا صدقه ليبرِّئوا الله من القساوة في سماحه بولادة كل البشر في الخطية. ومن أشهر معتقديه أوريجانوس، أخذه عن أفلاطون.
و لكن اعترض عليه علماء اللاهوت لانه لا يوجد لديهم دليل على ان الانفس كان موجوده قبل ادم فى الكتاب اضافة الى انهم قالوا ان هذا يزيد تعقيد و لا يحلّ هذا المذهب مسألة وجود الخطية في العالم، بل يزيدها تعقيداً.و يناقض قول الكتاب إن الله خلق الإنسان في حال الطهارة.
وهذا قولهم هم .
و دعونا نحلل هذا الكلام فى النقطة الاولى ان النفوس البشرية خلقت حين خلق آدم و كل انسان يولد يعطيه الله نفسه المخلوقه له و هذا الكلام إسلاميا صحيح جدا و هو ما نطلق عليه الفطرة ( فطرة الله التى فطر الناس عليها )
و نستشهد بآيات لا يأتيها البطل من بين يديها ولا من خلفها فيقول المولى عز و جل فى كتابة الكريم
( بسم الله الرحمن الرحيم * ‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [172] أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [173]‏ )
عن ابن عباس في قوله [وإذ أخذ ربك] الآية. قال: إن الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر، فقال لهم: من ربكم؟ فقالوا: الله ربنا. ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة.
وأخرج ابن جرير عن جويبر قال: مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام، فقال: إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده، فإن ابني مجلس ومسؤول. فقلت: عم يسأل؟! قال: عن ميثاق الذي أقر به في صلب آدم، حدثني ابن عباس: أن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.
وفى حادثة موت ابراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم ايضا قال النبى اذا اتاك الملكان فقل لهما ربى الله و الاسلام دينى و النبى الذى بعث فينا ابى
فهذه هى الفطرة و كما قولنا حتى مع اختلاف الديانات فعندما تسأل شخص من خلقك ( يقول اجابة مباشرة الله )
· و لكن تكمن المشكلة فى أصحاب هذا المذهب انهم ليس لديهم قرآن او وحى صحيح من عند الله مثلما توفر لنا نحن المسلمين فقالوا فى النقطه الثانية ان الله خُلق النفوس البشرية سابقاً في عالم آخر، وجُعلت تحت الامتحان وسقطت، فحكم الله عليها بالدخول إلى هذا العالم واحتمال امتحان جديد في حالة جديدة قصاصاً لها
و هذا اساسا ليس له مرجعية كتابية عندهم و لكنهم قالو ذلك كى يحاول اثبات ان الخطية ملتصقة بهؤلاء الذين يدخلوا هذه الحياة و لكن لا يوجد لهم مرجعية كتابية فى هذا و لكنها محاولة فاشلة بكل المقاييس

· مذهب خلق النفوس عند تكوين الأجساد

· ويُعرف هذا الاعتقاد أيضاً باعتقاد خلق النفوس. ويقول إن كل نفس بشرية خُلقت مباشرةً بقوة الله مستقلة عن الجسد، واقترنت به وهو في الرحم أو عند الولادة. وعلى ذلك فالنفس والجسد جوهران مختلفان مستقلان الواحد عن الآخر، ولكل منهما أصل خاص متميّز عن أصل الآخر. وهو مذهب كثيرين من المسيحيين

و لكن ايضا هذا المذهب من واقع اذهانهم لانه ببساطه ليس له مرجعية كتابية و لكن الدليل الاهم ان الله يخلق الانفس كما تخلق الابدان و لكن هنا مشكلة كبيرة ان هذا الفكر يناقد فكرة توارث الخطية لانه ببساطة يقول ان الله عند خلقه لكل نفس تكون نفس خاطئة تحمل نفس الخطية الموروثه و هذا خطأ لان الانسان يولد اساسا بطبيعة نقية و هذا كلام المعتقد المسيحي عندما خلق الله ادم
يجعل هذا المذهب تعليل فساد الطبيعة البشرية أمراً عسراً أو قريباً من المحال. فيقول الكتاب إن فساد الطبيعة وقع أصلاً في النفس لا في الجسد. وهذا المذهب يقطع كل علاقة بين آدم ونسله سوى العلاقة الجسدية، ويقول إن النفس تولد خليقة جديدة لا علاقة لها بآدم ولا بأحد من نسله
وبالتالى يكون فكرة توارث الخطية الازلية فى مهب الريح

مذهب تناسل النفوس بالولادة الطبيعية
هو اعتقاد تناسل النفوس بالولادة الطبيعية، أي أن نفوس الأولاد تتناسل من الوالدين مثل أجسادهم، وأن الولد مؤلف من جوهرين هما النفس والجسد، وكلاهما يولدان من الوالدين حسب الشرائع الطبيعية التي عيَّنها الله حين خلق الجنس البشري. وكان ترتليان أول من أنشأ هذا المذهب في الكنيسة، ومال إليه أغسطينوس، على أنه لم يصرح في تآليفه بقبوله
و الان جاء دورنا لنبين فشل هذا المذهب الذى وجد فيه المسيحيين ظالتهم لاثبات توارث الخطية الازلية من ادم الى كل نسله و حاجتهم الى الفداء و الصلب
اولا هذا المذهب خاطئ تماما من جميع النواحى لسبب بسيط اولا لان النفس هنا تكون مثل الجسد تتوارث صفات و كأنها صفات جينية وراثية و هذا الامر غير مقبول عقليا و لا علميا و الدليل انه لو ولد انسان من ابوين يعبدان البقر مثلا و هذا الطفل اخده ناس فى منطقه تعبد الشمس مثلا او تعبد الصليب فانه يصير عابد لهذا المعبود ولا يأخذ الصفه الروحانية او النفسية من ابواه و انما يتأثر بالمجتمع الذى يحيا فيه و تتشكل شخصيته على حسب البيئة التى ينشأ فيها فان النفس البشرية لا تحمل صفات وراثية من الابوين مثل الصفات الوراثية التى يأخذها الجسد و لذا نقول ان فكرة توارث الخطية الذى يعتمد عليه المسيحيين ان الخطية اساسا وقعة فى النفس و ليس الجسد فما الجسد الا هيكل ارضى و انما تحركه النفس و هى التى جعلت حواء و ادم يخالف الامر
ثم ان قول المسيحيين بأن هذا المذهب صحيح لان الكتاب قال أن الشيء يلد نظيره. فالنبات والحيوان ينتجان ما هو مثل نفسيهما ويشابهه كل المشابهة، ويشاركه في خواص كثيرة، وأنه لا دليل على استثناء الإنسان من تلك الشرائع الطبيعية امر غير مقبول عقليا لان هناك فارق كبير ما بين توارث صفات وراثية خاصة بالشكل و التكوين و طبيعة الاجسام و تقبلها لنفس الموانع يعنى مثلا السمك يتنفس فى الماء و الانسان لا يستطيع ان يتنفس فى الماء مثل الاسماك و هذا الامر لا يخص النفس البشرية او الروح التى يحيا بها جسم السمكه و انما له علاقة بالتكوين الجسدى و طبيعة الجسد فى كل من الانسان و الاسماك و ليس لها اى علاقة بالنفس او الروح او الطبيعة
لسبب بسيط يا اخوانى فلو ان الروح فاسدة فى الانسان فان مصدر الروح فاسد ايضا و لو كانت الروح التى تدخل الانسان تحمل خاطية فمصدرها اساسا ايضا يحمل الخطية و هذا كلام مناقد لطبيعة الله الصالحة و التى لا تقبل الشك او التأويل ولا حتى النقاش فيها و هذا الخطأ الذى وقع فيه النصارى لا يصدر من ذوى العقول لانهم ببساطه لا يستطيعوا ان يفرقوا كما ذكرنا بين النفس و الروح او نسمة الحياة و من هنا نقول لهم بما ان النفس و الروح واحد فكلاهما يحمل الخطية الموروثة و المفروض ان الحياة مصدرها الله فهو الخالق لكل شئ اذن هذه النسمه تحمل ايضا الخطية و لهم حق الرد ان وجدوا عندهم رد شرط ان يثبتوا لنا ان النفس تحمل صفات جينية وراثية مثل الأجساد
لان الطبيعة الفاسدة التى دخلت لطبيعة ادم وورثها لابناء على حسب مذهب توالد الانفس مثل الاجساد الذين اخذوه كى يساعدهم فى فكرة توارث الخطية الازلية و حاجة الانسانية الى فادى و مخلص
يقول لنا ايضا ان النفس البشرية خُلقت طاهرة فكيف فسدت ووُلدت خاطئة؟ وإذا قلنا إن اقتران النفس بالجسد جعلها نجسة وخاطئة فذلك بعيد الاحتمال، لأن ليس للجسد صفة أخلاقية تؤثر في النفس وتحولها من حالة الطهارة إلى الفساد. وإذا أدخل الله نفساً طاهرة في جسد إنساني وهو عارف أن ذلك يؤول حالاً إلى تحوُّل النفس من حالها المقدسة إلى حال نجسة، عسُر علينا التوفيق بين ذلك وتعليم أن الله ليس سبب سقوط الإنسان، فالله ليس أصل الخطية الطبيعية فينا و كل هذه التساؤلات طرحها علماء اللاهوت فوجدوا انه لا مخرج من هذا المأزق الا ان يقول قولتهم المشهورة و هى ربما هناك سر لا نعلمه فى توارث الخطية الازلية لكل بنى البشر
و نلاحظ معا ارجعاهم الامر الى الاسرار مع العلم ان هذه النظرية الترتليانية الاغسطينية لا يوجد لها مرجعية فى العهد القديم على الاطلاق ولم يتكلم بها المسيح مره واحده و الا اين تكلم المسيح عن خطية ادم و توارث بنى الانسان كلهم لهذه الخطية الازلية ثم ان هناك نصوص تعارض اساسا تولد الانفس مثل الاجساد مثلما ذكر فى الكتاب فى الاعداد (جا 12: 7 وإش 57: 16 وزك 12: 1 وعب 12: 9).
يستشهد المسيحيين على صحة هذا المذهب من مزمور 51-5 «بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي»
و نشرح هذه الفقرة فنقول اولا من كاتب هذا المزمور هل هو داود ام سليمان ام اخرون فلا يوجد دليل هنا من كتبه
والاغرب من ذلك ان هذا المزمور لو تأملنا به يقول بالاثم صورت ( أي انه خلق محمل بالاثم و بالخطية حبلت بى امى ) هذا المزمور لا يقوله الا من عرف ان ابوه ليس ابوه و انه ابن زنا و ان امه حبلت به من زنا والا سنقول ان المسيحية تعتبر ان الزواج زنا شرعى ( عبد الكسيح بسيط ابو الشر ) بالله يا اخوتى هل يقبل اى واحد على وجه الارض ان يقول ذلك عن نفسه الا اذا اكتشف انه ابن زنا
و نقول لهم كيف اذن يذكر سفر التكوين يوم خلق الله الإنسان، على شَبَه الله عمله» (تك 5: 1). فهل هذا على ادم وحده ام جنس الانسان ككل مع العلم بأن المفسرين قالو طبيعة الله هنا المقصود الطبيعة النقية غير الفاسدة او النفس غير الفاسدة و لكن يقولوا ايضا انه مع دخول الخطية اصبحت طبيعة الانسان فاسدة و كأن الخطية غير خاصية الانسان و كانت اقوى من طبيعة الله الموجوده فى الانسان وأفسدت صورة الله التي خلق الإنسان عليها فهل الخطية تأثيرها اقوى من صورة الله التى خلق عليها الانسان
سأعطى لكم مثال على ذلك لنفترض اننا لدنيا مجموعة الوان فى كوب ثم اتينا باللون الابيض ووضعنا فى هذا الكوب ثم وضعنا فى هذا الكوب اللون الاسود القاتم فايهما اقوى تأثير و كيف سيصبح شكل اللون الموجود فى الكوب ( الكوب هو الانسان – اللون الابيض صورة الله النقية – اللون الاسود الخطية ) بطبيعة الحال سيكون اللون الموجود و الدائم فى الكوب هو الاسود لذا نقول ان اللون الاسود اقوى من اللون الابيض و بذلك تكون الخطية اقوى من طبيعة الله التى خلق على صورتها ادم فهل هذا يجوز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ان هذا المذهب القائل بتوالد الانفس يجعل من تدخل الله فى خلق كل انسان او غيره من المخلوقات تدخل ثانوى جدا و قد ينعدم تماما و كان الارواح تتوالد من الاب و الام الى الابن و الله خلق مره واحده فقط و بعدها حدث توالد الارواح من ادم و حواء الى بنى البشر كلهم و هذا فى حد ذاته يحد من تدخل الله فى خلق مخلوقاته
ثم ان هناك شئ اخطر من ذلك فى توالد الانفس مثل الاجساد لكى يثبتو توارث الخطية فان الجسد يتكون بعد اخذ جزء من الاب و الام فهل يحدث ذلك للانفس ايضا و تأخذ جزء من الاب و جزء من الام اى تقسم النفس !!!!
و فى هذه الحالة تحدث الطامة الكبرى باثبات صحة نظرية ان النفس مادة و ان الانسان ماهو الا نتاج الطبيعة
وانه لا يوجد اله لانهم ببساطه جعلوا عمل الله فى خلق الانفس مقصورا على ادم و من هنا الحد الكثير من علماء المسيحية و الامثلة كثيرة لانهم همشوا قدرة الله على خلق كل مخلوقاته
و الان نقول لهم هل النفس البشرية تتوالد حتى ترث الخطية الازلية ؟؟؟ ام ان النفس تخلق من عند الله و على حسب طبيعة الانسان قد تكون فاسدة او نقية او على حسب توفيق الله له او على حسب الاقدار المقدره له من لدن المولى من لحظة تكون الانسان كعلقة فى رحم امه و هل هو شقى ام سعيد محدد الرزق معروف لدى الله فى علمه المسبق ماذا سيفعل لانه يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير
ثم ان الربط بين النفس و الجسد فى طريقة التواجد و هى الوالدة يحتم عليهم ايضا ان يقول ان النفس تفنى كما تفنى الاجسام و هذا ايضا يخالف كتابهم و عقيدتهم بأن النفس ترجع الى الله الى الذى خلقها و الا المفروض ترجع الى الذى ولدها و هو الاب و الام فايهما تختارو يا مسيحي العالم الخطية الازلية ام ان النفس تتلاشى مثل الاجساد او ترجع الى الروح التى ولدت منها و بالتالى الناس كلهم يحاسبو كنفس واحده و العقاب او الثواب يكون على جسد واحد كى نرجع الامور الى اصلها الى ادم و يتم تقسيم نفس و جسد ادم بنسب الذين يدخلون فى النعيم و الذين يدخلون فى الجحيم على حسب نسب الاعداد التى ولدت منه
هذا هو الحل الطبيعى كى نأخذ بما قاله المسيحيين فى توالد الانفس مثل الاجساد
كل هذا لكى يثبوتوا ان الخطية الازلية التى صنعها ادم ورثها كل ابنائه حتى اخر طفل يولد لانه مولود بالخطية الى ان يقبل الذى قدم نفسه فدية للخطية الازلية فهل هذا عقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكن بولس فعلها فى رسالته فاخذو بكلام بولس فى الرسالة الى روما 5 :12 " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. "
و كان لابد من الاخذ بكلامه لاثبات الفداء و الصلب و التجسد فهذا هو اساس المسيحية البولسية فى حين ان المسيح لم يتكلم على ادم ولا مره
و العهد القديم يقول انه لا يوجد شئ اسمه توارث الخطية على الاطلاق ايضا كما ذكر فى هذه الاعداد
سفر حزقيال 18 :1-9 "وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."
سفر حزقيال 18 :20 "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ."
سفر التثنية 24 :16 "«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ. "
سفر ارميا 31 :29-30 "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ."
فأين الخطية الموروثه ؟؟؟؟؟
كتب ايضا فى كتب الابوكريفا و التى صدق عليه الأرثوذكس و الكاثوليك و رفضها البروتستانت و يقول الأرثوذكس و الكاثوليك ان هذه الاسفار صحيحة لانه تم الاستشهاد بها فى بعض جمل العهد الجديد وبالتالي فهي صحيحة و ليست ابوكريفا كما هو موجود فى ذلك الجدول و الذى به فقرات مقارنه بين سفر الحكمة وبعض فقرات العهد الجديد
و الان نحن نطالبهم الان بأن يأخذوا أيضا بما جاء فى الإصحاح العاشر الفقرات الأولى والثانية
1. هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده
2. و أنقذته من زلته واتته قوة ليتسلط على الجميع

و هذه الفقرات تقول ان الحكمة هى التى أنقذت ادم و أنقذته من زلته اى ان الحكمة هى التى أنقذت ادم من ذلته و هناك فارق كبير جدا ما بين الذله و الخطية الازلية نعم ذلت قدم ادم و اخطأ ولكن الحكمة و التوبة أنقذته من هذه الزلة و غفر له و من الحكمة عندما تعرف انك على خطأ ان تصححه و هكذا فعل ادم و تاب و غفر له لان رحمة الله وسعة كل شئ و الكتاب يقول لنا ان ادم اصبح لدية العلم بالخير و الشر بعد الاكل من الشجرة قد صار كواحد منا عارف الخير و الشر اذا فقد عرف الشر و الخطأ و من الحكمة ان يصحح الخطأ و يتوب عنه و هذا ما قاله لنا انه حدث بالفعل فى الفقرتين السابقتين و ما خلق الله ادم و نسله ليعذبه فماذا يفعل الله بعذابنا و الدليل ان الله جعل له و لابنائه ان يتسلط على الجميع فما الداعي ان يعطى الله لأدم ان يكون خليفة على الارض يعمرها و الأرض هى من ضمن ملكوت الله فهل يعطى الله ملكوته الى مخلوق طبيعته فسدت وان كان كذلك لماذا لم يمت موتا فى لحظتها و نلاحظ ان الحكم المنفذ دائم موتا تموت فهل له رجعه سواء بكفارة او فداء هذا حكم نهائي على ادم فأين هذا النص مما ذكر فى سفر الحكمة ؟؟؟ أجيبونا يا مسيحيين

تبقى ان نشير الى عدة اقوال ووجهة نظر مسيحية مهمة كتبها كيرلس السكندرى فى نظرة الى الخلاص بوجه عام و نقده لكل النظريات و المذاهب و نقد نظرية اورجانيوس و كذلك أوغسطين و مذهبه المخترع الخاص بتوالد الأنفس و توارث الخطية
و هذا النظريات تم تنقيحها فيما بعد عن طريق كيرلس السكندرى و أيضا اثناسيوس نقدوا هذه المذاهب دون ان يصرحوا انهم ينقدوا هؤلاء فعلا و لكنهم جميعا كانو يسعون الى نفس الفكرة الاساسية و هى التجسد فكتب اثناسيوس كتاب تجسد الكلمة و هو من الكتب التى تتكلم بالتفصيل عن فلسفة التجسد و اللوجو و لكن السؤال الذى نطرحه ما حاجة التجسد اذا كانت فكرة الخطية الازلية غير موجود و مخترعه اساسا !!!!
الاغرب من ذلك اننا عندما نقرأ تاريخ العقيدة المسيحية التى تعتمد على الصلب و الفداء من اجل التصالح مع الله
نجد ان هذه العقيدة تتطورت و تم تعديل نظرياتها و مذاهبها و ذلك لسبب بسيط ان الكتاب نفسه لم يتكلم عنها الا على لسان مدعى النبوة بولس
عندما قارن علماء اللاهوت بين كلام اثنين من كتبة الاناجيل و هما الذين تكلموا عن الخطية الازلية و هما يوحنا و بولس
يقول علماء اللاهوت ان يوحنا لم يصرح عن الخطية الازلية و لكنه لمح بها او تناولها عن بعد و على استحياء فهل هذا وحى !!!!! بينما تكلم عنها بولس مياشرة
حتى انهم قالو ان لكل منهما طريقة فى شرح الخطية الاولى تسمى الطريقة القانونية juridical و هو بولس و الاخر يشرحها بطريقة mystical او الطريقة السرية ( تقريبا قريبه للخلطه السرية بتاعة السيد كنتاكى )
و اذا كان كاتب انجيل يوحنا يعلم ان الامر واضح و ان هذا الغرض الاساسى من التجسد فلماذا لا يصرح بها علانية و انما بشكل سرى و لكن دعونى اوضح الامر فالامر كله مجرد استنباط و استنتاج و هذا اسلوب العاجز و اسلوب الاعتماد على النية
و دعونا نبين الان ما هى الطريقة القانونية لبولس و هو ان الانسان سقط و عجز ان ان يفى بديونه لله فجاء يسوع و دفع الديون لله و خلص الانسانية ( فهل هذا مقبول عقليا ) و هل للانسان القدرة ان يفى بحقوق الله و نعم الله
فيكفى ان نقول نعمة النظر فماذا نفعل حتى نوفى لله ديننا من هذه النعمه ؟؟
اما نظرية يوحنا السرية يتكلم فيها على حب الله للناس فارسل ابنه حتى يفديهم و يخلصهم من خطاياهم ( لاحظو معى اللفظ خطاياهم ) مثل اى ذبيحة كفارة فى العهد القديم
حتى ان الالفاظ التى استخدمها بولس تختلف عن الفاظ يوحنا فى هذا الشأن تماما للدرجة التى ظلت العقيدة المسيحية رهن نظريات قديمة حتى بداية القرن الثامن عشر فى هذه النقطة و اختلف فيها كثيرا علماء اللاهوت
حتى ان علماء اللاهوت قالو عن هذه المفردات التى استخدمها بولس مثل ( التبرر- الفدية – الدين) ليس لها مدلول عقيدى و انما هى تشبيهات و شرح للعقيدة التى تعتمد على الفداء
والان نعرض بعض الذين قالو عن اقوال بولس عن الخطية الازلية و التجسد و قالو انها نظرية قانونية
و منهم القديس انسلم Anselm رئيس اساقفة كنتربرى فى انجلترا و هذا الرجل يعتبر هو المؤسس الحقيقة لهذه النظرية القانونية فى صلب يسوع من اجل الفداء للخطية الازلية و ليس بولس
و قام بعمل كتاب اسمه لماذا تجسد الله cur deus homo و لكن من الثابت و المعروف ان هذا الرجل اخذ الفكرة اساسا من ساويرس ابن المقفع مؤرخ الكنيسة والذى يدعى النصارى ان كتب كتاب اسمه ( الدار الثمين فى ايضاح الدين ) و الذى اخذ فكر اورجانيوس فيه اساس و قاعده ينطلق منها لشرح فكرة التجسد من اجل الفداء من الحطية الازلية
هذه النظريات احدثت فوضى كنسية عند الأرثوذكس بخصوص بعض اسرار الكنيسة و اهما موضوع الافخارستيا او التناول لان هذه النظرية هى التى تؤيد ان التبرر بالايمان فما الحاجه اذن الى الاعمال و الاسرار
ما هي النظرية القانونية
تقول هذه النظرية - كما صاغها أنسلم - إن آدم أخطأ، فأهان الله واعتدى على كرامته الإلهية،
وهو عمل قام به ضد الله العظيم، مما يجعل ضرورة تقديم ترضية كافية أمرًا لا مفر منه لكي يعفو الله عن آدم. ولما كانت كرامة الله ومجده بلا حدود، وجب تقديم ترضية غير محدودة لله، وهو ما يعجز عنه آدم.
هل ترون اخوتى كم هى نظرية اقل ما توصف انها سافله و منحطه حتى انها تصف خطية ادم اعتداء على الكرامة الالهيه
هذه هي الفكرة الأساسية عند أنسلم، وهي كما نعرف نابعة من روح العصر الوسيط الذي
كان يعتبر أن الإهانة الموجهة من عبد إلى أمير، أمر لا يمكن أن يصفح عنه الأمير إلاَّ بعد تقديم ترضية
كافية تليق بمقام الأمير. وأحياناً كان يتعذَّر تقديم هذه الترضية مما يجعل العقوبة أمرًا لا مفر منه. من هنا
أو Satisfaction جاءت فكرة الترضية المناسبة التي عجز آدم عن تقديمها. ومن هنا ولِد هذا تعبير الترضية في اللاهوت الغربي و هذه الترضية التي استطاع المسيح وحده أن يقدم دمها للآب. ومن هنا فهو الذي استحق أن يفتدي الإنسان. Merits ولدت نظرية استحقاقات المسيح
وعلى فرض صحة كل ما سبق فان المسيح يقدم ليرضى الاب اذن فهناك اله و هناك اخر يقدم له التضحية كى يرضى و يسامح ففى كل الاحوال هذا ينفى الالوهيه و من ثم وقع المسيحيين فى اختيار صعب احلاهما مر و هى هل صلب المسيح فداء للخطية الازلية كى يرضى الله وبالتالى المسيح ليس هو الله و الا كيف يقدم التضحيه لنفسه اذا كان الابن و الاب من نفس ذات الجوهر
هذه النظرية المسيحيين انفسهم اعترضو عليها و تتضمن اعتراضهم النقاط التالية :
أولا: وماذا بعد العفو عن آدم وإطلاق سراحه دون تجديد طبيعته الخاطئة؟
طبعاً أخرجت النظرية القانونية الصليب تمامًا من موضوع تجديد الطبيعة الإنسانية أو الخلق
الجديد.
وذلك لأن هذه النظرية قد قصرت فهم الصليب على أنه – فقط - الوسيلة التي تم مصالحة العدل والرحمة الإلهيين.

وقد وجد الأرثوذكس أن الأسرار تسد هذه الفجوة. أما البروتستانت، فقد اعتبروا أن الولادة
الثانية – وهي بالمناسبة - ليست المعمودية، وإنما هي مجرد قبول المسيح، يكفي لأن يضع الإنسان خارج
المحكمة، وأن ينتظر مرحلة التقديس. وبذلك وضعوا، ليس صليب المسيح فقط خارج تجديد الخليقة، بل الروح القدس ايضا

المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح، والاشتراك في موت المسيح أمر حتمي لتجديد
الطبيعة الإنسانية، وذلك كما سجل بولس بنفسه "كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته
ففدنا معه بالمعمودية للموت حتى كما ُأقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في
اذا لابد ان يصلب الانسان الذى يؤمن بيسوع او يشترك فى عملية الصلب فما الحاجه اذن ان يصلب يسوع
ثانيًا: كيف تشرح النظرية القانونية اتحاد اللاهوت بالناسوت في المسيح الواحد
في الواقع، لا تقيم هذه النظرية لهذا الموضوع أي اعتبار بالمرة، بل تضع نفسها في مأزق قانوني
خطير جدًا. فالترضية غير المحدودة التي يجب ان يقدمها الإنسان، والتي هي غير ممكنه - كما يشرح
أصحاب هذه النظرية - بسبب محدودية الإنسان، صارت ممكنًة بسبب المسيح غير المحدود، فما هو
المقصود من هذا على نحو قانوني دقيق، طالما أن أصحاب هذه النظرية قد لجئوا إلى القانون الوضعي، لا
إلى كلمة الله لشرح موت المسيح على الصليب الترضية غير المحدودة ليست سوى اللاهوت وحده، وبالتالي لا معنى بالمره لتجسد الابن.
والأهم من كل هذا هو نقطة قانونية لا تخطر على بال القانونيين، ألا وهي: إذا كانت خطية
آدم تقتضي الموت غير المحدود، فلماذا قام المسيح من الموت؟
وكيف حل بديلا لآدم بينما هو لم ينل عقوبة آدم غير المحدودة عندما قام من الأموات في اليوم
الثالث؟ كيف قام بينما كان يجب أن يظل في قبضة الموت إلى الأبد؟

و قد تسأل ايضا القديس المدعو كيرلس السكندرى هذا السؤال عن موضوع التجدد فى المسيح بعد الايمان به و تغير الطبيعة الخاطئه التى ورئها الانسان من ابوه ادم بسبب الخطية الازلية
و ننقل بعض اقوال كيرلس عن هذه الخطية :
إن قصة خلق آدم مرت بمراحل من التفسير غير المسيحي، كان أشهرها تفسير العلاَّمة
أوريجينوس الذي تصور أن الله قد خلق الإنسان روحًا محضًا ثم سقط، وبعد ذلك حبسه الله في الجسد.وقد اعتمد هذا التفسير على الفكر الأفلاطوني.
وفي مرحلة أخرى شاع عند الذين تأثروا بالفلسفة أيضًا أن آدم خلق جسدًا من التراب وبعد
.ذلك خلق الله له النفس الإنسانية وهي ما تعبر عنه النفخة المشهورة في سفر التكوين ٢ ( 6-7 )

ولكن عند آباء الإسكندرية - وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس - خلق الإنسان منذ البداية
حيًا عاقلا، أو حياًة عاقلًة. والعقل هنا لا ينتمي إلى القدرات الجسدية المخلوقة من التراب، وإنما يأتي من العلاقة مع الله، وهي العلاقة التي تميز بها الإنسان عن الحيوانات وسائر الكائنات الأخرى. فما الذي تميز به الإنسان عن غيره؟
يؤكد القديس كيرلس أن النفخة لم تكن خلق النفس الإنسانية، وإنما كانت هبة وعطية الروح
القدس. وقد ناقش القديس كيرلس الذين فسروا النفخة الإلهية على أنها خلق النفس الإنسانية، وقال إنه تفسير غير سليم و ان الروح القدس هو هبة الحياة. وبدون هذه الهبة لا يمكن للإنسان أن يكون على صورة الله ومثاله. فليس من قدرات الإنسان الطبيعية ما يجعله قادرًا على أن يكون صورة الله، وهو لا يملك العطية الفائقة للطبيعة
ومن هنا ندرك أيضًا لماذا أطال أثناسيوس في شرح خلق الإنسان على صورة الله قبل أن يشرح
تجسد الابن. فالكلام عن كائن حي ينتمي إلى الحياة المخلوقة من العدم فقط، وليس لديه عطية إلهية
فائقة لا يستلزم تجسد الكلمة لفداء الإنسان. وإنما الحقيقة الواضحة هي أن آدم خلق منذ البدء بدون الفساد والعقل، وهي من مكونات الصورة الإلهية في الإنسان. ولهذا كانت النفخة هي ختم عدم الفساد الذي وهب لآدم. وطالما كان آدم باقيًا أو مقيمًا في هذه النعمة الفائقة، فقد كان في غير حاجة إلى المخلِّص، أي أن الخليقة كانت تسير في طريقها الإلهي السليم. وهكذا حلَّ الروح القدس في الإنسان بدون وسيط، ولذلك لولا خطية آدم ما كان المسيح قد تجسد وصار مثلنا
الاغرب هنا يا اخوانى ان هذا الكلام مناقد تماما لما جاء فى سفر التكوين لان بعد خلق ادم و اسكانه الجنه مع امراته كان بدون علم اذن هذا الكلام ايضا عار من الصحه تماما و الا اين كان هذا الروح القدس او روح العلم و الحكمة او روح العقل التى خلق عليها الانسان صورة الله حتى ادم لم يكن يعرف الخير من الشر حتى اكل من الشجرة و قد تكلمنا بذلك فى بداية المقال بالتفاصيل

يتكلم كيرلس السكندرى عن هذه الجزئية بالذات فيقول
لم يكن وجود للخطية في العالم، فقد كانت الحياة فقط، وكانت الحياة بلا ناموس. ولكن لكي يخضع آدم لله ويصبح تحت سلطان الناموس، قيل له من كل شجر الجنة تأكل، أما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها؛ لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت".
إذن، الوصية مختلفًة تمامًا عن هبة الحياة. وهكذا يؤكد القديس كيرلس أن سبق الحياة للوصية
هو أمر أساسي في خطة الله لخلق الإنسان. إن الوصية أعطيت لكي تؤكد اعتماد الإنسان على الله
وليس انفراد الإنسان بالحياة بعيدًا عن الله. فالوصية هي التعبير عن هذا الاعتماد، ولكنها ليست هي
الاعتماد نفسه، وإنما الاعتماد مصدره النعمة الإلهية. بالروح القدس
و لكن السؤال نكرره اين علم الروح القدس اذا كان ادم عمره العقلى سنه او اقل ولا يمييز بين الخير و الشر اذن فقصة ان الروح القدس كان عطية الله لادم كلام عار من الصحة ايضا

كيف يرى كيرلس السكندرى خطية آدم وانتقالها إلى الإنسانية
ما معنى أن آدم قد أخطأ؟ وما هي علاقتنا بخطية آدم؟
لقد دار جدل طويل حول موقف الآباء الشرقيين وموقف أوغسطينوس بالذات من هذا
الموضوع. فقد دار الجدل منذ زمن أوغسطينوس حول الكلام عن وراثة خطية آدم، ولكنه تطور فيما
بعد أوغسطينوس إلى اعتبار أن الخطية قانون من قوانين الوراثة. وهو تفسير يختلف عن التفسير الشرقي
الذي تم الكشف عنه بفضل اكتشاف تعليم الآباء الشرقيين وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس
١- يؤكد الآباء وأوغسطينوس أن الطبيعة الإنسانية الميتة هي التي تنتقل من جيل إلى جيل.
وإننا ولدنا من آدم الميت، وبالتالي تعذَّر علينا الخلاص من الموت؛ لأننا نحمل كل صفات الطبيعة الميتة.
٢- يؤكد الآباء وأوغسطينوس أن الطبيعة الإنسانية صارت ميالة للخطية، وأن الإنسان صار
عاجزًا عن أن يحيا حياة صالحة؛ لأن نبضات الضعف والموت والميل إلى الشر صارت كامنة فيه.
لكن القديس كيرلس بالذات يختلف مع أوغسطينوس حول مسألة وراثة خطية آدم، أي ذنب
آدم المعروف باسم "الخطية الأصلية". فنحن لم نشترك في ذنب آدم، ولذلك لم نرث ذنب آدم، وليس
لنا علاقة بالمرة بما فعله آدم، وإنما لنا علاقة بنتائج فعل آدم. وبالتالي علينا أن نحذِّر الوقوع في الثنائية التي
سقط فيها أوغسطينوس، ذلك أن التعليم بانتقال الخطية من كائن إلى آخر عن طريق الوراثة يؤدي بنا
إلى نتائج خطيرة لا يمكن قبولها إيمانيًا، ويمكن أن نلخصها فيما يلي:
١- الوراثة قانون من صنع الخالق، وهو قانون طبيعي يعود إلى الله نفسه خالق الطبيعة. فلو
كانت الخطية، أي ذنوب أناس عاشت قبلنا تو رث لنا، لكان وضع الطبيعة الإنسانية الآن أسوأ مما كان
عليه سابقًا، وهو أمر لا يمكن أن نصرح به ولا يوجد عليه دلي ٌ ل في الواقع.
٢- لو كانت الخطية بالوراثة، لكان الله هو المسئول عن الخطية؛ لأن الله هو الذي وضع
القانون. ولتعذَّر علينا أن نقول إن الله هو مصدر الخير والصلاح. وفي هذا عودة إلى ثنائية المانوية، أي
التعليم بالثنائية الطبيعية بين الخير والشر، أي أن الخير طبيعي مخلوق، والشر طبيعي مخلوق، وكلاهما قادر على البقاء والاستمرار بسبب انتمائه إلى الإله الذي خلقه، وهو ما لا تقبله المسيحية كديانة توحيد.
٣- ولو كان الخير والشر قانونين في الطبيعة، لانتفى تمامًا أي كلام عن نعمة الله الغافرة
لأن النعمة لا تنتمي إلى قانون طبيعي، وهي ليست جزءً من النظام المخلوق، وإنما هي الحضور
الإلهي الفائق في حياة الإنسان. وما الشر إلاَّ المرض الذي أبعد الإنسان عن الحضور الإلهي الفائق.
٤- ولو كان الشر يعتمد على قانون الوراثة، وكان الشر من صنع الإنسان، باعتبار أن
الإنسان هو الذي اختراعه حسب تعليم الآباء جميعاً، وبشكل خاص أثناسيوس وكيرلس السكندري،
لأصبح من الضروري على الذين ينادون بأن الشر يو رث، أن ينادوا أيضًا بأن الإنسان استطاع أن
يغير في النظام الكوني، وأن يخترع شيئًا له قوة السيادة على الطبيعة الإنسانية. وَلتحتم علينا - منطقيًا -
أن نبحث عن اختراع إنساني آخر يلاشي الاختراع الأول. ولكن الواضح هو إنَّ تعذُّر العودة إلى الحياة
الأولى عندما سقط آدم - كما ذكرنا – يعود إلى غياب عمل الله في الطبيعة الإنسانية، أي انسحاب
الروح القدس من الإنسان. وذلك هو الذي جعل عجز الطبيعة الإنسانية أمرًا لا يمكن أن تتخطاه الطبيعة
الإنسانية بدون عمل النعمة.
يؤكد القديس كيرلس أن معنى كلمات بولس التي تترجم "أخطأ الجميع" هو "أخطأ
الجميع كما أخطأ آدم"، أو "تعدى الجميع الناموس كما تعدى آدم"، ليس في آدم، وإنما في الواقع
الإنساني الذي فيه يكسر كل إنسان الناموس الإلهي.

يؤكد القديس كيرلس أن مفتاح الموضوع كله هو المقارنة بين آدم الأول وآدم الثاني.
وهو موضوع من أكبر الموضوعات في كتابات القديس كيرلس، ولا يمكن أن ندرسه هنا، وإنما نكتفي
: بما ذكره كيرلس نفسه في شرح رومية 5-16
الحكم من واحد للدينونة، أي للموت. وهكذا، الذين لم يشتركوا في خطية آدم
سرى إليهم الموت بسبب وحدة الطبيعة الإنسانية التي خلقت مثل شجرة وأصيب جذرها
بالموت، فسرى الموت للأغصان. وهكذا أخطأ الجميع ليس لأدم اخطئوا عندما أخطأ آدم،
لأنه عندما أخطأ آدم لم يكن هؤلاء موجودين. ولكن؛ لأن الجميع من الطبيعة التي سقطت
تحت سلطان الناموس والموت، قيل إن الجميع أخطئوا لأننا جميعًا تركنا الله عندما تركه آدم"
.(٧٨٩-٧٨٨ : ١٨ - مجلد ٧٤ : (تفسير رومية ٥

بقى ان نشير الى شئ فى غاية الأهمية و هو أنواع الخطأ
· الخطأ المتعمد،
· الخطأ بشبه التعمد
· الخطأ فى اتخاذ طريق او مجرى الخطأ
· الخطأ غير المتعمد
· الخطأ عن جهل
· الخطأ للضعف العقل او العمر العقلي

و علينا الان ان نختار ايهما كان خطأ ادم و حواء و نحدد العقاب اللازم بناء على طبيعة الخطأ و حجمه و تعمد او عدم تعمد او جهل او ضعف عقل المخطئ ؟؟؟
و الخطأ مقسم ايضا الى خطأ في الفعل، وخطأ في القصد . او الخطأ في القصد والفعل معاً
الخطأ في الفعل: وهو أن يقصد فعلاً فيصدر منه آخر. كمن قصد شيئاً فأصاب غيره و نحلل ما حدث ماذا كانت نية حواء ؟؟؟ الأكل ام المعصية ؟ و كذلك الأمر لأدم ؟ وهل كان لديهما العلم الكافي برد الفعل للرب الوهيم
هل كانت حواء و ادم لديهم المعرفة كي يميزوا بين الخطأ و الصواب الإجابة فى أول المقال تعرفها و مثبته بالنصوص من كتابهم

و لله الأمر من قبل و من بعد
و سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
من العبد الفقير الى الله الواحد الأحد
نو مور 100100
NO_MORE100100_NO
اللهم اهدي المسيحيين و آتى بهم