13‏/12‏/2007

ما بعد الموت و قبل البعث

بسم الله الرحمن الرحيم


صلاة و سلام على سيد الخلق و اشرف الناس خلقا و خلقا سيدى و معلمى و قرة عينى محمد رسول الله
ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين امنو صلوا عليه و سلمو تسليما
و لله در القائل ( اذا انت لازمة الصلاة على الذى –صلى عليه الله فى الايات- و جعلتها وردا عليك مؤكد – لاحت عليك دلائل الخيرات)

يقولو المولى و قوله الحق ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )
حديثنا اليوم عن منطقة كثيرا ما استرعت انتباه البشر و هى من المناطق المظلمة التى اختلف عليها الناس منذ قديم الازل و انقسمت فى تعريفها الحضارات منذ نشأتها و لكن الكل اعترف ان هناك حياة بعد الحياة فى كل الحضارات القديمة تقريبا و هذا معتقد كل معتنقى الاديان تقريبا انه هناك حياة بعد الموت مختلفه تماما و حتى لو كانت الديانه بها شوائب وثنيه
و نحن كمسلمين سوف نكون شهداء على الناس و يكون الرسول صلى الله عليه و سلم شهيدا علينا و دعونا نعرف ماذا يكون حالنا نحن المسلمين

(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) ( البقرة ) ( 154) (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( آل عمران 169 ـ ) لم يصفهم بالشهداء أو الأشهاد لأن الشهداء و الأشهاد وكل ( شهيد ) هو من يأتى يوم القيامة شاهدا على قومه بأنه دعاهم الى الحق فكافأوه بالاضطهاد ، ويكتسب بجهاده السلمى دفاعا عن الحق الالهى منزلة أن يأتى شهيدا عليهم لاقامة الحجة أمام الله تعالى يوم الحساب. من الطبيعى أن بعض أولئك الأشهاد يفقد حياته فى سبيل الحق ، وهنا يتمتع بالمنزلتين معا : أن يحيا فى جنة البرزخ دون موت ـ شأن من يموت قتلا فى سبيل الله جل وعلا ـ وأن يأتى يوم القيامة شهيدا على ظلم قومه.
و نتكلم عن حياة البرزخ و هى محور حديثنا اليوم بين الاسلام والمسيحية
و لكى نعرف ما هو البرزخ دعونا نستعرض بعض آيات القرآن التى جاء بها ذكر هذه الكلمة حتى نعرف معناها الصحيح فالقرآن اوضح كتاب تستدل به على معانى الكلمات و متردفاتها لان به جوامع الكلم

سورة الرحمن (19- 23): مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ؛ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؛ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
و اوضح المولى عز وجل معناه اكثر فى سورة النمل فقال
النمل (61): أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

سورة الفرقان (53): وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا

و من نحدد ان للبرزخ معنى حاجز جغرافى او مكانى او او فصال فى مكان

في مختار الصحاح :البَرْزَخُ هو الحاجز بين الشيئين

معجم المحيط :
البَرْزَخُ : الحاجز بين شيئين.-: أرض ضيقة بين بحريْن
و بنفس المعنى و المضمون تقريبا تتكلم عنه كل مجامع اللغة ( محيط الميحط و الغنى و القاموس المحيط و معجم لسان العرب )
والبرزخ عند أَهْل الجغرافيَّة قطعة أَرْضَ ضيِّقةٌ محصورة بين بحرينِ مُوصلِةٌ برّاً ببرٍّ أو شبهَ جزيرةٍ ببرٍّ كبرزخ السُّوَيس ويُقال له المُختنَق وعند الحكماء الاشراقيّين هو الجسم. وعند الصوفيَّة هو العالَم المشهود بين عالَم المعاني والأجسام.والبرزخ الجامِع عندهم هو الحضرة الواحديَّة ويُسمَّى البرزخ الأعظم وبرزخ البرازخ. وبرازخ الإيمان ما بينَ أولهِ وآخرهِ أو ما بينَ الشكِّ واليقين
و من كل الاقوال السابقه نجد انه البرزخ له اتجاه جغرافى او معنوى كما يراه البعض و هو الفاصل الذى يمنع الامتزاج بين زمنيين او موقعين او مادتين او مكونان
ذكر القرآن ايضا ان البرزخ هو الفاصل بين البعث و الحياة فى الدنيا
فمن مات فقد دخل البرزخ اى فاصل زمنى { ... وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
يصبح لدينا معنى الفاصل الزمنى( الفترة الى توجد بها النفس بعد الموت و قبل البعث) و الفاصل الجغرافى ( بين بحريين او مكانيين )
او حتى معنى معنوى و هو الفاصل بين الشك و اليقين و الكفر و الايمان و هكذا نقيس على كل الاحوال وقال ايضا و قوله الحق
(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ آرْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).[سورة المؤمنون: الآيتان 99-100].
و نستغرض وجهة نظر الاسلام فى هذا الامر فنقول
ان البرزخ خو الفترة التى تقضى فيها النفس بعد الموت و قبل البعث و هذا كما قولنا موجود فى قوله تعالى و من ورائهم برزخ الى يوم يبعثون
فما ان يلقى المرء فى القبر حتى تبدأ حياته البرزخيه و بعد سؤاله من الملاكيين تبدا رحلة العذاب حتى القيامة و الحساب او رحلة النعيم حتى القيامة و الحساب ايضا و المرء يعرف وجهته منذ لحظة دخوله قبره اما جنة ابدا او نار ابدا ( اللهم اجعل قبور المسلمين جميعا روضه من رياض الجنة و لا تجعلها حفرة من حفر النار) من الادعية المأثوره
يصف الله سبحانه و تعالى الحياة البرزخية للكافرين و المجرمين لا سيما آل فرعون بقوله : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
[7] ، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون على النار صباحا و مساءً قبل يوم القيامة ، و أما بعدها فيقحمون في النار ، لقول الله تعالى " و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " .
إن الحياة البرزخية للشهداء فيصفها الله تعالى بقوله : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } ، و في آية أخرى يصف حالة الشهداء في الحياة البرزخية بأنها حالة فرح و سرور حيث يقول : { فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
إن حالة النعيم التي يعيشها المؤمنون في الحياة البرزخية رغم أهميتها و كونها من قبيل نعم الجنة ، لكنها لا تصل إلى مستوى تلك النعم ، كذلك عذاب العصاة و الكافرين من أهل البرزخ رغم كونه عذاباً أليماً إلا أنه بالقياس إلى ما سيلاقونه من عذاب الآخرة في نار جهنم لا يُعدّ شيئاً

والحياة في البرزخ مغايرة للحياة في الدنيا ، وللروح فيها تعلق بالبدن ، وإن فارقته في وقت ، ردت إليه في وقت آخر ، كوقت السؤال ، أو النعيم أو العذاب ، وعند سلام المسلم عليه ، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيتها إلا الله .
اما من ناحية حال الحياة البرزخيه من وجهة النظر الاسلامية فتعتبر من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا عند وجود الدليل الصريح من الكتاب أو صحيح السنة .وقد اختلف العلماء في مسألة سماع الأموات كلام الأحياء ، فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء ، ومنهم من نفى ذلك .واستدل المثبتون بأدلة منها :1 - ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - عن الميت - "إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا " .2 - حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم قتلى بدر من المشركين - بعد أن تركهم ثلاثة أيام - " يا أبا جهل بن هشام ، يا أمية بن خلف ، فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسول الله ! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا ، وقد جيفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنت بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ". ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر. رواه البخاري ومسلم .وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله هل الميت يسمع كلام زائره ؟ فأجاب: نعم يسمع في الجملة ، واستدل بما سبق .3 - ما ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول : " قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".الحديث.قالوا : فهذا خطاب لهم ، وإنما يخاطب من يسمع، إلى غير ذلك .والقائلون بسماع الموتى منهم من قال بسماع الموتى مطلقاً ، ومنهم قيد ذلك بقوله: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً ، بل قد يسمع في حالٍ دون حال ، وهذا السمع سمع إدراك ، ليس يترتب عليه جزاء ، ولا هو السمع المنفي بقوله : (إنك لا تسمع الموتى ) فإن المراد بذلك : سمع القبول والامتثال وهذا اختيار الإمام ابن تيمية .وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها : سماع الموتى لكلام الأحياء محتجة بقوله تعالى : ( إنك لا تسمع الموتى ) وبقوله : ( وما أنت بمسمع من في القبور) .[فاطر: 22].وقد وافق عائشة جماعة من العلماء الحنفية ، وقالوا : بأن سماع أهل القليب للنبي معجزة ، أو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأما حديث: " يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه " فقالوا : بأن ذلك خاص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعاً بينه وبين الآيتين.والحق أن هذه المسألة قد أطال العلماء فيها الكلام ، ومن هؤلاء : الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ، والحافظ ابن كثير حيث انتصر لسماع الموتى في تفسير سورة الروم ، والحافظ ابن رجب في كتابه : أهوال القبور ، وصاحب تكملة أضواء البيان .. وقد انتصر الألوسي في: الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات ، لعدم سماع الموتى .والحق الذي لا مراء فيه أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ، ولا يلزم أن يكون السمع له دائماً ، بل قد يسمع في حال دون حال ، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية ، وأما دعوى المخالفين : الخصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم فلا دليل عليها في هذه المسألة.وأما قولك هل بمجرد دفنه يتحرك ويجلس لحسابه ؟فقد ثبت ذلك في حديث البراء الذي رواه أحمد ، وأبو داود ، وغيرهما وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله ، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ". الحديث
و ما يثبت ذلك من خلال بعض الايات ايضا قوله تعالى
1ـ قوله تعالى ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب ، النار يعرضون عليها غدواً و عشياٌّ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشدَّ العذاب ). [غافر: 45]. والآية صريحة في إثبات عذاب القبر قبل قيام الساعة . 2ـ وقوله تعالى ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق ) .[ الأنعام :93]. وهذا خطاب لهم عند الموت ، وإخبار لهم أنهم سيذوقون في يومهم عذاب الهون ، ولو تأخر هذا العذاب إلى قيام الساعة لما صح أن يقال لهم ( اليوم تجزون) فنزل على إثبات عذاب القبر . 3 ـ وقوله تعالى ( وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون) [الطور: 47] وهي ظاهرة في أن العذاب الأول هو عذاب القبر ، ولا يصح حمله على العذاب أثناء الحياة لأن كثيراً من الظالمين لم يلحقهُم عذابٌ في حياتهم . 4ـ وقوله تعالى : (سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم). [التوبة: 101] فالعذاب الأول المذكور في الآية الكريمة هو العذاب في الدنيا ، والعذاب الثاني هو عذاب القبر ، ثم قال تعالى ثم يردون إلى عذاب عظيم ، وهذا يوم القيامة ، وهذه الآية كما نص العلماء صريحة في تقرير عذاب القبر . وأما السنة فهي أكثر تفصيلاً وتوضيحاً ومن ذلك 1ـ ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ). 2 ـ وفي صحيح مسلم :( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ). 3 ـ وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ". إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الثابتة . وليعلم أن هذه الأحاديث بلغت حد التواتر وأن منكر ما دلت عليه من إثبات عذاب القبر ونعيمه على خطر عظيم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم عن كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكن قد يأتي بما تحار فيه العقول
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة.. فقال: ( من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر ؟ فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء ؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر ) رواه مسلم
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل، جاء فيه عن العبد المؤمن: ( قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك ؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام . فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقولان له: وما علمك ؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره .. ) رواه أحمد .

و هذا حال حياة البرزخ فى الاسلام و من انكرها كما قال شيخ الاسلام فى خطر عظيم بما هو ثابت فى القرآن و الاحاديث الصحيحة
وهناك بعض الاراء التى تستدل بحديث النبى يوم الجهر بالدعوة حين قال و 'كما تنامون فكذلك تموتون، وكما تستيقظون فكذلك تبعثون' فلو احدنا حلم بان ثعبان قد لدغه او كلب قد عقره فانه يشعر بها و قد يجدها حين يستيقظ قد تورمت او بها زرقه هكذا يكون عذاب القبر بما ان النوم هو الموت الاصغر و يستشهد على ذلك فى قوله تعالى 'وجعلنا نومكم سباتا' جاء التعبير القرآني في الآية الكريمة في اسلوب تشبيه حذفت منه أداة التشبيه.وبذلك صار المشبه عين المشبه به، فصار النوم سباتا، ومن معاني السبات الموت وبهذا المعنى شبه النوم بالموت.. فالنوم موتة صغرى كما قال الله عز وجل 'وهو الذي يتوفاكم بالليل' (الانعام 60) و ايضا فى نعيم حياة البرزخ فانك لو رايت رؤيا صالحه استيقظت مستبشرا بشوشا مستريح القلب و البال

و فى العرض السابق حاولت جاهدا ان ابين معنى البرزخ ( الفاصل بين الموت و العبث) ما بين الموت و البعث فى الاسلام
لا اختلاف بين العلماء فى ماهيته او شكله او مضمون بما هو ثابت لا تغيير فيه قاطع لا شك فيه من الايات الكريمه المتوافقه و الاحاديث التى لا تدع مجال للشك و الريب و يعرف المسلم جيدا ماذا بعد الموت كما بينه المولى عز و جل و رسوله الكريم فيما اخبر عن رب العزة و قد صدق الله ورسوله وان شكك البعض فيه فهذا امرهم و لا دليل لهم من الكتاب و الاحاديث الصحاح

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اما فى المسيحية فهذا شأن اخر
يسمى هذا فى المسيحية علم الاسخاتولوجى
او الفكر اللاهوتى عن الاخرة

موضوعه الإسخاتولوجيا، وهي مركبة من كلمتين يونانيتين معناهما «عِلم الأخرويات»

الموت عموما له نوعان ( موت جسدى * ) و هو انفصال الروح عن الجسد و الموت المعنوى هو انفصال الانسان عن الله و هو موافق للمعنى الاسلامى ايضا فى قوله انك لا تسمع الموتى الدعاء ( وما أنت بمسمع من في القبور) .[فاطر: 22)
و هذا لا خلاف فيه
و لكن الاشكاليه الكبرى فى ان الكتاب بعهديه القديم و الجديد لم يبين حقيقة ما بعد الموت و قبل البعث و هى محور حوارنا اليوم ففيه نصوص تدخلك فى انفاق و دهاليز ولا توضح الامر و تشكك بعضها فى بعض ( بسم الله الرحمن الرحيم ( و لو كان من عند غير الله لوجود فيه اختلافا كثيرا)
و لنستعرض الامر معا
فى العهدين –
حين تكلم عن الموت تحديدا قال عن ادم فى سفر التكوين بعد المعصية موتا تموت و يقصد به المفسرون ان انفصال ادم عن معية الله او السقوط فى المعصية و هو النوع الثانى من الموت اى الموت المعنوى و لكنه لم يتكلم عن خروجه من هذه الحالة اى الموت المعنى الا فى اسفار الابوكريفا التى يعترف بها الارثوزوكس فى سفر الحكمه الاصحاح العاشر و يقول فيه ( هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده
و انقذته من زلته واتته قوة ليتسلط على الجميع )
و لكن ليس هذا موضوعنا و لكن وجب التنويه
* و الان نستعرض الفقرات التى تكلم فيها الكتاب على الموت و ما بعده و لنرى كمية التناقد او عدم الالمام بما هو بعد الموت فى هذا الكتاب
كمثال : تثنية 32-50
50 ومت في الجبل الذي تصعد اليه وانضمّ الى قومك كما مات هرون اخوك في جبل هور وضمّ الى قومه
و هنا كان الرب يوجه الكلام الى موسى و التفسير لا يذكر شئ عن هذا الامر الا ان اعاد صياغة الفقرة باسلوب اخر و لا يوجد حال ما بعد الموت فيها

- ايضا فى الفقرة يوشع 23-14 وها انا اليوم ذاهب في طريق الارض كلها. وتعلمون بكل قلوبكم وكل انفسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم. الكل صار لكم. لم تسقط منه كلمة واحدة
الذهاب فى طريق الارض كلها و كأن روحه بعد الموت تهيم فى الارض و من هنا اخذ بعض المختلين عقليا فكرة ان الانسان تهيم روحه فى الارض حتى البعث
و فى التفاسير لا يذكرها على الاطلاق

- فقرة اخرى يتكلم فيها فى قضاة 2-10 وكل ذلك الجيل ايضا انضم الى آبائه وقام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب ولا العمل الذي عمل لاسرائيل
و المفسر هنا يقول لا شئ ايضا عن ما بعد الانضمام الى الاباء و كيفيته فالكلام هنا عام فالانضمام قد يكون لمجرد تشابه الحالة فى الموت فقط و لكن لم يذكر هل هم منعمين كلهم او من عمل من صالحا او معذبيين او ماذا بالظبط لا يذكره المفسر ولا حتى الفقرة على الاطلاق
النبى ايوب اذن باطل حيت تكلم فقال فى الاصحاح 7-9 السحاب يضمحل ويزول. هكذا الذي ينزل الى الهاوية لا يصعد. 10 لا يرجع بعد الى بيته ولا يعرفه مكانه بعد لو قارنها بما قاله الكتاب فى يوشع 23-14 وها انا اليوم ذاهب في طريق الارض كلها

- - فقرة فى سفر ايوب الاصحاح 21-26 يقول كلاهما يضطجعان معا في التراب والدود يغشاهما و المفسر ان كل المنعم و الفقير كلاهما يغشاهم التراب و لا يتكلم عن حالهم على حسب عملهما و لكنها يستعدان للدينونه دون ذكر حال مع بعد موتهما و قبل بعثهما
-
- فقرة اخرى ايوب 34-15 يسلم الروح كل بشر جميعا ويعود الانسان الى التراب
لا يتكلم عن ما بعد اخذ النسمه الاليه للحياة فى جسم الانسان ايضا و لا بكلمة
تكلم ايضا فى المزامير عن الموت و لكن لم يذكر ما حاله الموتى قبل البعث كما فى المزمور 44-25 و المزمور 89-39 و لكن لا يذكر حال الموتى ايضا وو تكلم عن الموت فى سفر الجامعه الاصحاح 12-7 فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى الله الذي اعطاها .لكن ما حالها يا الجامعه و بما ان كاتب السفر لا يعرف فالمفسر لا يعرف ايضا و يعيد تفسير النص باسلوب اعادة صياغته مره اخرى فقط لا غير
كذلك فى اشيعاء 26-19 تحيا امواتك تقوم الجثث . استيقظوا ترنموا يا سكان التراب . لان طلك طل اعشاب والارض تسقط الاخيلة و هنا نقف امام لفظ استيقظو لحظة و نجد ان الحال هنا نوم لان لفظ استيقظ تفيد الثبات و عدم الحركة و من ثم التحول من حال الرقود او النوم الا استيقاظ و لكن لم يذكر شئ ايضا عن حالها و قال المفسر عنها انها النوم و لكن ماذا يحدث اثناء النوم لم يتطرق اليها الكتاب على الاطلاق و لكن دعونا ننظر الى العهد الجديد فى فقرة لابد من ارفقها بهذه الفقرة و التى يقول فيها يسوع فى يوحنا 11-11 قال هذا وبعد ذلك قال لهم .لعازر حبيبنا قد نام .لكني اذهب لأوقظه

اى ان النفس هنا بعد الموت تنام فقط لا غير لا حساب ولا عقاب ولا ذهاب الى مكان انتظار و للننتظر قليلا حتى لا نسبق الاحداث فهنا النفس تنام فى فقرتين فى العهد القديم و الجديد
لفظ مات جاءت فى العهد القديم حوالى 364 مره و يسبق بعضها لفظ اسلم الروح
او لفظ اخرج النفس كما فى سفر التكوين 35-18 وكان عند خروج نفسها لانها ماتت انها دعت اسمه بن أوني . واما ابوه فدعاه بنيامين و هنا يتكلم عن راحيل امراءة يعقوب

اما فى العهد الجديد فتتكرر الكلمة 106 مرة تقريبا لا حصرا نذكر بعض الفقرات التى تتكلم عن الموت فيها من ضمنها كمثال ما جاء فى اعمال الرسل 5-5 فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات. وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك و لم يذكر المفسر اى شئ عن ماهية الموت بعدها او حاله كذلك شبقها فقرات كثيرة فى الاناجيل الاربعة تبين انه هناك من ماتو و لم يبين حالهم و الغريب انهم يتكلمون عنهم كانه شئ غير مهم ان يبين حالهم بعد الموت و قبل البعث
و لكن يصف الحاله فقط كما فى رسالة كورنثوس الثانية 5-1 لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي و قد تكلم عنها يوحنا ذهبى الفم ان المقصود بالخيمة الارضية هى العالم و يختلف معه البعض فيقولو انه الجسد الارضى و التحول الى الجسد السماوى و البعض يقول انها تشير الى ما بعد البعث و ليس الحال اثناء الفترة الانتقاليه بين الموت و البعث
و يقول عنها القديس مقاريوس الكبير ان بولس( تذكرو ذلك ان بولس هو من يقول لا المسيح ) انه اى بولس يتكلم عن عالميين مختلفين على الأرض نفوسنا تلتحف بالجسد والدم وهما الجسم المنظور العضوي. لكن ما أن يُترك هذا الجسم تتحرك النفس نحو الجو السماوي حيث تستعيد جسمها لكنه جسم يتحول إلى جسمٍ سماويٍ و لكنه لم يتطرق ابدا الى ان هل هذا حال كل الاجساد ام اجساد المؤمنيين ببولس فقط و ان كان فما حال الاخرين فى اجسادهم و ما الدليل عليه من فم يسوع او من العهد القديم و هل هذا ينطبق ايضا على من احياه يسوع اليعازر الذى قال بنومه فى يوحنا 11-11
و الغريب ان يوحنا ذهبى الفم يقول عن الحالة التى تكلم عنها مقاريوس فيقول لا اختلاف بين الجسم الان و الجسم السماوى الا فى الحالة فقط اى انه سيكون بنفس الشكل فى الدنيا و لكن التحول فقط سيتم فى التكوين بدل من دم و لحم سيكون هولامى اى ان الاكتع و الضرير و الكسيح و الابرص كلهم سيدخلون فى هذه الحالة الجسدية السماوية كما هم و هذا كلامه و ليس كلامى و اتفق معه ثيؤدورت أسقف قورش و أوريجينوس اى انه النقص فى الجسد الارضى يقابله نقص فى الجسد السماوى و الكامل يكون روحيا فقط و يسمون هذا الجسد السماوى بالجسد النيوبلوتونى ( جسد نورانى ) نفس التكوين الارضى بماده مخالفه

و نستعرض فقرة اخرى فى كور2 (( 5-8 فنثق ونسرّ بالأولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب ))
و هنا لا يذكر ماهى الاستيطان و حاله هل هذا يحدث بعد البعث و الحساب ام قبله اى الفترة التى نحن بصددها الفترة الانتقاليه يا بولس ماذا تعرف عنها ّ!!!!!!
الغريب ان فى رساله يوحنا الاولى الاصحاح 3-2 يقول :::: ايها الاحباء الآن نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون.ولكن نعلم انه اذا أظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو
وهنا يناقد نفسه لانه فى اول الفقرة نفى علمه بما سيكون عليه و لكنه اقر فى اخرها انهم سيكون مثله و انا اقول للنصارى هل ستتحول الى نفس المادة الالهيه و يكون تكوينك مثل ذات الله بعد الموت و قبل البعث ام يوم الدينونه و بعد الحساب

فقرة اخرى فى رسالة تسالونيكي الاولى الاصحاح 4-14 لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه وهنا يقصد الذى ماتو مؤمنيين بيسوع الله لاحظ من الذى يقيم من الاموات مع يسوع كمان هو الله و لكن وصف الحال و هو محور الكلام هنا الراقدون و الرقود هنا يعنى النوم فما حال النفس يا بولس قبل الدينونه هل هو نوم و كفى اما ماذا
يتكلم بولس ايضا عن الموت ( لا المسيح ) فيقول فى رومية 5-12 من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع وان كان المفسر حاول جاهدا فى هذا النص التكلم عن الخطية الازليه و التصاقها بذرية ادم حتى و ان لم يقعوا هم فى هذا المعصيه و لكننا سوف نرى هنا ان المفسر يجهل تماما ما الذى يحدث لكل الناس و ليس للمسيحيين فقط فيقول مثلا القديس البابا أثناسيوس أخطأ الإنسان وسقط صار كل شيء في ارتباك بسقوطه، وتسلط الموت من آدم إلي موسى، ولعنت الأرض، وانفتح الجحيم، وأُغلق الفردوس، وتكدرت السماء، وأخيرًا فسد الإنسان وتوّحش من ادم الى موسى كله فى الجحيم و انا ارد و اقول هل صعد ايليا الى الحجيم !!!! و هل نزل ابراهيم الى الجحيم بعد موته و هل انضم هارون الى ابائه فى الجحيم و هل موسى كان فى الحجيم حتى ظهور المسيح فمن اذن الذى ظهر ليسوع فوق الجبل مع ايليا الذى اصعد به الى السماء !!!!!
و تكلم بنفس المضمون اعتمادا على اقول بولس لا المسيح يوحنا ذهبى الفم و القديس امبروسوس و جيروم
- بل ان بولس تجاوز حقه فقال فى رسالته الى اهل رومية الاصحاح 8-1 اذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح
اى ان المسيحى يفعل ما يريد فى حياته طالما امن و من يقتل يقتل و من يزنى يزنى اذ لا شئ عليه من الدينونه لانهم امنو بالمسيح و من هنا تتخذ طوائف من المسيحيين سلم العربده و الشذوذ و العهر و السلب سلم لافعالها و حسبى الله و نعم الوكيل
يقول ايضا فى كرونثوس الاولى 15-55 اين شوكتك يا موت.اين غلبتك يا هاوية 56--- اما شوكة الموت فهي الخطية.وقوة الخطية هي الناموس --- يعنى ما بعد المسيح كله فى الملكوت دون عقاب او حساب او دخول الى الهاوية التى كان بها من سبق المسيح و لكنى اسأله هل هذا ينطبق على كل الابار الذين قال عنهم العهد القديم انهم ابرار و هل يشمل ذلك اقرب المعاصريين الى يسوع و هو زكريا ابو يوحنا المعمدان و ايليا الذى اصعد الى السماء و ابراهيم الذى نال عهد الله و كان بار صالحا من اين لك هذا يا بولس و على اى شئ استندت فى حكمك على من سبقك من انبياء الله الباريين الطاهرين الاخيار
و لكى نعرف انه على باطل انظرو الى المثل الذى ضربه المسيح فى متى 25-23 قال له سيده نعمّا ايها العبد الصالح والامين .كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير .ادخل الى فرح سيدك –
و هنا لابد من ان يكون عمله صالح ليدخل بعد الموت فى النعيم و ليس شرط الايمان و مع ذلك ايضا نقول انه تغاضى او تناسى او لم يأته خبر ما الحال بعد الموت تحديد وليس بعد الدينونه و هذا ما نقوله انه نقص فى علم الكتاب و كتابه و حتى مفسيرى الكتاب انفسهم
لحظو معى ايضا كلام يسوع نفسه لا يتضمن هذا الجزء من الغيبيات فيقول مثلا فى يوحنا 6-54 من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير
اى ان الفكر متجه الى يوم الحساب فقط و اقيمه كما فسرها العقلاء منهم اى اؤيده او يكون معه
بولس ايضا فى اول رسائله لم يتطرق الى الامر كثيرا و انما تكلم ايضا عن اجرة الموت و عن البعد عن الله فقال فى رومية 6-23 لان اجرة الخطية هي موت. واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا ----- وهنا يتكلم ايضا عن ما بعد الحساب و ليس الفترة الانتقاليه لانه لا يعرف عنها شئ
و لكى نعلم ما كانت تعاليم يسوع نفسه تعالو ننظر الى ما قاله امام الجموع فى متى الاصحاح 22- 31 واما من جهة قيامة الاموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل
32 انا اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب .ليس الله اله اموات بل اله احياء .
33 فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه
انظرو معى لمن ذكرهم انهم احياء قبل ان يأتى هو نفسه ابراهيم و اسحاق و يعقوب و خصهم الله انهم احياء لانه الههم و ليس كما ادعى بولس انهم فى الجحيم
ليناقده بولس اكثر فى رسالة تيوماثوس الاولى الاصحاح 1- 9 الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى اعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية
10 وانما أظهرت الآن بظهور مخلّصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل
و لكن هل هناك تعاليم اخرى غير ما طرح ؟؟؟
نعم ننظر الى نصوص هذا الكتاب المفترى
فى لوقا 23-43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس
لاحظو هنا قول اللص ليسوع يا رب اى يا معلم لان لفظ معلم او رباى لم تكن تطلق على معلمى الشريعية خارج اورشيلم و انما تطلق على معلمى الشريعه فى اورشاليم فقط لقب رباى اى يا معلم و تذكرو معى ماذا قال هذا اللص على الصليب بجانب المصلوب قال شهادة حق اى اعترف بذنبه و تاب و اناب و احسن خاتمته قبل موته و لذا كان جزائه الفردوس على حسب كلام المصلوب او الرباى و هنا نقول انه انتقال مباشر لشخص كان خير عمل له قبل موته مباشرة و هذا مفهوم
فقرة اخرى بالمثال الذى ضربة يسوع نفسه فى لوقا 16
23 فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه .
24 فنادى وقال يا ابي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرّد لساني لاني معذب في هذا اللهيب .
25 فقال ابراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا .والآن هو يتعزى وانت تتعذب .
26 وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا .
لحظو معى النصوص التى تثبت تحريف النصارى و خطأ فهمهم لنصوص كتابهم
اولا اليعازر لم يكن فى الهاوية و انما الرجل الغنى و اليعازر كان ينعم مع ابراهيم و لذلك قال له ابراهيم ان اليعازر يتعزى اي يتمتع اى ان كل النفوس التى سبقت يسوع و كانت باره لم تدخل الهاوية يا نصارى و انما تتعزى فى حضن ابراهيم اى فى معيته هو و من صالح من ابنائه و زريته و لاينال عهد الله القوم الظالمين
و انظرو ايضا الى الفقرة 26 ان بين المكان الذى به ابراهيم و هذا الغنى هوة عظيمة
و هذا يناسب المعنى القرآنى الذى يقول بنفس المعنى ان بين اهل الجنه والنار جدار و باطنه فيه الرحمة و ظاهره فيه العذاب و يناسب ايضا المعنى الذى يقول فيما معناه انهم يطلبو من اهل الجنه بعض الخير فيرفض اهل الجنه و يقولو لقد وعدنا ربنا حق فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فينادى منادى منهم ان لعنة الله على الظالمين
و لحظو معى ايضا ان الحالة هنا تقول بعذاب الفترة البرزخيه التى بين الموت و قبل البعث و الحساب و التى ضرب بها المسيح مثلا و لكن بولس و اتباعه لا يرضون بالامر و يظنوا انهم ذاهبون الى الفردوس مباشرة او مكان انتظار منعم قبل الحساب لمجرد انهم تبررو بالايمان بيسوع لا بالاعمال كما قال لهم بولس
لكن المشكلة تكمن فى ان فى انجيل يهوذا و به اصحاح واحد فقط فى الفقرة رقم 6- والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام.
و من هنا يستدلو على ان الشئ نفسه حدث مع الجميع
انه كل ما سقط يحفظ فى الهاوية تحت الظلام حتى يوم الدينونه
و يقول علماء المسيحية قولا مفترى عند شعورهم بالضعف و عدم اليقيين فى هذا الامر فقالو نصا وليس من المهم أن نعرف إن كانت السماء التي سيذهب إليها المؤمن فور موته هي مسكنه الأبدي عينه، أو إن كانت مسكناً وقتياً مع المسيح إلى أن يأخذ جسده عند القيامة ويدخل مع الكنيسة الكاملة إلى المجد الأخير. فيكفينا أن نعرف أن ذلك الفردوس هو مسكن المسيح ومكان السعادة والطهارة والأمن. والكتاب يقول إن نفس الأبرار تذهب حالاً إلى حضرة المسيح (2كو 5: 1-8 )
اذن هم ايضا يستدلو باقوال بولس و نسو او تناسو ما قاله يسوع نفسه كما ذكرنا سابقا فى انجيل لوقا الاصحاح 16 الفقرات 23-24-25-26)
يقولون ايضا انه جاء فى انجيل يوحنا 14-3 وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا
لكن لاحظو انه هنا يتكلم عن مرحله ما بعد الحساب لانه يقول اتى ايضا و اخذكم ولا فلنقول انه هو الذى يقبض الارواح
فقرة اخرى تبين ضعف بولس فى علمه بالامر فى رسالته الاولى الى تسالونيكي الاصحاح 5-10 الذي مات لاجلنا حتى اذا سهرنا او نمنا نحيا جميعا معه.
يقول المفسر الأب سيرنيوس و اشترك معه فى الراى ان المقصود هنا سهرنا اى الحياة على الارض و نمنا يقصد بها بعد الموت
ولذا نقول ان بولس ناقد نفسه هنا اذا قال اولا انه يذهب الى الملكوت مباشرة و دون حساب و هنا يأخذو قول الذين يقولون ان النفس لا تعذب و انما تنام فقط حتى وقت الحساب !!!
يستشهد النصارى ايضا على الذهاب المباشر الى حضن يسوع بالنص الموجود فى متى 7-13 ادخلوا من الباب الضيق .لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك .وكثيرون هم الذين يدخلون منه
لكنهم ياخذو بطرف النص فقط وليس اوله ولا اوسطه اذ ان القصة هى ان يسوع ينصحهم ان يلتزمو بما قاله لهم الانبياء و الناموس و الا دخلو الى الهلاك اى الى النار انظرو الفقرات قبلها و بعدها لتبين لكم صدق كلامى
12- فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم .لان هذا هو الناموس والانبياء و بعدها قال فى 14 ما اضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة .وقليلون هم الذين يجدونه
اى ان يسوع يقول لهم ان الالتزام بالناموس و الانبياء فيه كرب و لكنه طريق الحياة و ليس كما ادعى بولس انه لا تبرر بالناموس ولا الاعمال و فى كل الاحوال سواء هذا او ذاك لا يمت بصله بما يدعيه علماء النصارى بالذهاب المباشر الى الملكوت باستخدام هذا النص
و تقول بعض طوائف النصارنيه ان فترة ما بعد الموت فى تكريز ليسوع مره اخرى و من ثم فلا دخول للهلاك و يستشهدوا بما جاء فى رسالة بطرس الاولى الاصحاح 3- 19 الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن
و لحظو ان النصارى استشهدو على هذا النص ان يسوع سوف ينزل الى الهاوية المقصود بها السجن هنا و يخلص كل من سبقوه و منهم ابراهيم و اسحاق و يعقوب و هذا يناقض ما جاء ايضا فى لوقا كما ذكرنا 16-23-24-25
و هم يعتمدو على ظن بولس كما قال فى رسالته الى رومية الاصحاح 8- 23 وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا
- و الان انظرو معى لما قيل فى رؤيا و منام يوحنا الاصحاح 6- 9 ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم.
10 وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض.
11 فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم
هنا يتكلم عن الشهداء المقتولين بسبب ايمانهم يراهم يوحنا فى منامه ان لهم ثيابا بيضا و مستريحين وقتيا الى ان ينضم اليهم باقى الشهداء
و هذا مخالف لما قاله بولس عن ان الذهاب المباشر الى الفردوس و الملكوت وانما يوجد مكان ينتظر فيه هؤلاء و لكن من هؤلاء هم الشهداء فقط لاغير فما حال ما سواهم من المؤمنيين و غيرهم و الذين يموتو ميته طبيعية لان فى النص كلام من هؤلاء يطالب بالقصاص من الذين قتلوهم
و قمة التناقد لما قاله بولس فى بطرس الثانية الاصحاح 2- 9 يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين
اى ان هناك عذاب قبر يا نصارى للمعترضين عليه و ليس نوم كما ادعى بولس او حتى ذهاب الى مكان انتظار و انما هو عقاب يبدأ من لحظة الموت و حتى يوم الدين
و لنسأل حال الاطفال عندكم الذين لم يعمدو و لم يقبلو المسيح و لم يعرفوه و ما هى النصوص التى تجعل اجابتكم معتمده او قوية
سيقول النصارى نعم يوجد فى متى 18-10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغارلاني اقول لكم ان ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السموات
يسوع هنا يحاول ان يجعل الناس تعتنى بالاطفال لا اكثر ولا اقل لعلمه ان الاطفال كانو مهملين فى عهد الرومان و حتى اليهود عند عمل احصاء لهم لا يتم عدهم اهمالا من من اليهود لاطفالهم و عدم الاكتراث بعدهم فقال لهم يسوع مثلا انهم معدودن عند الله و لهم ملائكه موكلين بهم ايضا كما لغيرهم ويعرض امرهم على الله فى كل وقت مثل باقى الاعمار الكبيرة و حتى حين قال لهم فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات يقصد بها ان بدون افعال مشينه او فاحشه و هذا لو تقبلناه لقولنا ان الذى يحسن العمل فى الدنيا و يستغفر لله لا تكون به شائبه و يذهب الى ملكوت الله دون حاجه اذن للفداء والصلب و كل هذا و سوف يكونو بين شقى الراحى اما الاستشهاد بانه لا يوجد لديهم حجه قوة فى حال الاطفال او انهم يقولو ان التبرر و الايمان يكفى لدخول الملكوت دون الحاجه للفداء و الصلب و قد سبق من فعل ذلك يسوع بقرون طويله مثل ابراهيم و ايليا و غيره من انبياء الله الصالحين و يوسف و اسحاق وهارون وغيرهم كثير
فماذا تختارو يا نصارى ؟؟؟
و لنثبت انه لا يوجد شئ يسمى الخطيه المورثه او الازليه نقول
ثم انه يوجد ما ثبت خلاص الاطفال من العذاب بدون فداء و صلب كما قيل فى دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات» (مت 19: 14). والقول «لمثل هؤلاء ملكوت السموات» يبرهن أن الأطفال يخلصون إذا ماتوا في طفولتهم. ولا يوجد في الكتاب قول يفيد أن طفلاً هلك قط، بل ذُكر ما يدل على خلاصهم (2صم 12: 23)
اذا ما معنى التصاق الخطية الازليه لادم بنسله التى يدعيها النصارى و ما الحاجه للفداء و الصلب اذا كان الجنس البشرى بالفعل لا يحملها كما يدعى النصارى
و عندما نستعرض الطوائف النصارنيه و افكارها فى هذا الامر فى حالة الانسان بعد الموت وقبل البعث نجد ايضا طوائف قالت بالاتى
(1) مذهب القائلين بنوم النفس، أي بقائها بلا شعور من وقت الموت إلى القيامة.
(2) مذهب القائلين بالمطهر وذهاب نفوس البشر إليه.
(3) مذهب القائلين بالامتحان بعد الموت، أي أن الذين لم ينالوا الخلاص في هذه الحياة سيحصلون على فرصة أخرى لقبول المسيح ونوال الخلاص به بعد القبر، أي أن البشارة بإنجيل الخلاص ليست خاصة بهذه الحياة فقط، بل أن الخلاص ممكن بواسطتها في العالم الآتي
و لكل منهم ادلته من النصوص الكتابيه و هذا الاختلاف بينهم قديما كان او حديثا
زال او مازال باقيا فان الامر كان موجود و بالفعل كان مختلف فيه منذ القديم بين الطوائف المسيحية و مازالت النصوص التى استشهدوا بها هذا الطوائف موجوده و لم تختفى
فمثلا نستعرض النصوص التى تثبت وجهة نظر القائلين بنوم النفس
تثنية 31-16 وقال الرب لموسى ها انت ترقد مع آبائك
اعمال الرسل 7-60 ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية . واذ قال هذا رقد
اعمال الرسل 13-36 ‎لان داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد وانضمّ الى آبائه ورأىفسادا‎
كونثوس الاولى 11-30 من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون
كرونثوس الاولى 15-6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا
كرونثوس الاولى 15-18 اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا
كرونثوس الاولى 15-51 هوذا سرّ اقوله لكم . لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغيّر
بطرس الثانية 3-4 وقائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الآباء كل شيء باقهكذا من بدء الخليقة .
تسالونيكى الاولى 4-14 14 لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه.
اذن هى نصوص كتابيه تؤيد فكرهم
الطائفه الاخرى تقول بالمطهر وذهاب نفوس البشر إليه. و هى الكنيسة الكاثوليكية و قسمت الارواح الى ( لمبوس الاباء – لمبوس الاطفال- المطهر- جهنم ( بها الملائكه الساقطين) - السماء و بها يسوع ولا يدخلها الا الذين يطهرون تماما ) و ان كانت قد تخلت عنه جزئيا لكن النصوص تثبت صحة وجهة نظرهموصُرّح به قانونياً في مجمع فلورنس (سنة 1439م) وفي المجمع التريدنتيني (سنة 1545-1563م). فمثلا فى
· متى 12-32 ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر لهواما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي ( و بهذا استنتجو المطهر الذى يتطهور به بالنار لتغسل خطايهم )
· كرونثوس الاولى الاصحاح الثالث الفقرات من 13-15 فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبيّنه.لانه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. 14 ان بقي عمل احد قد بناه عليه فسيأخذ اجرة. 15 ان احترق عمل احد فسيخسر واما هو فسيخلص ولكن كما بنار.
· متى 5-25 و 26 كن مراضياً لخصمك سريعاً ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلِّمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي فتلقى في السجن. الحق أقول لك، لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير»
· رسالة بطرس الاولى الاصحاح الثالث الفقرات من 18 الى 20
· فإن المسيح أيضاً تألم مرةً واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقرِّبنا إلى الله، مُماتاً في الجسد ولكن مُحيىً في الروح. الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن إذ عصت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح ( و هو النص الذى يستشهد به الذين يقولو ان هناك اعاده مره اخرى للكرازه بعد الموت و يعرض يسوع نفسه كمخلص لهم و هو الامتحان ما بعد الموت و هناك فقرات اخرى منها نقول
· كرونثوس الاولى 15-2929 والا فماذا يصنع الذين يعتمدون من اجل الاموات.ان كان الاموات لا يقومون البتة فلماذا يعتمدون من اجل الاموات و هذا معناه ان من سبقوه لهم معمودية ايضا
· رومية 14-9 لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الاحياء والاموات
· رؤيا يوحنا الاصحاح 1-18 والحي وكنت ميتا وها انا حيّ الى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ( و كلها ادله على اعادة الكرازة فى فترة ما بعد الموت و قبل الدينونه و كلها نصوص من كتباهم و ما ما يخالف ما ذكرناه فى اول العرض الخاص بالمسيحية من افكار بولس المتناقده و فقرات الكتاب التى يضرب بعضها بعضا فى مقتل حيث ان النصوص الموجود سابقا كما فى لوقا 16-19:31) وجميع مع سابق ذكره و حللناه مع المفسرين لهم و من ادلة ايضا اصحاب هذا المذهب موجود فى
· كرونثوس الثانيه 5-10 لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا و هذا منافى لما قاله بولس نفسه انهم يذهبون للملكون مباشرة بالايمان و الغريب انه كاتب هذه و كاتب هذه
· و قول بولس نفسه ينافى ذلك فى رومية 2-6 6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله اى انه لن يدخل الملكوت مباشرة فهناك حساب
· و ينقد نفسه و يلغى هذا الفترة تماما فى عبرانيين الغير معروف كاتبها الاصحاح 9-27 وكما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ( اى ان هناك نوم حتى الدينونه لا عذاب ولا نعيم فترة انتظار لا غير)
و لنعلم ان اليهود نظرو الى هذا الامر على انه عالم غير منظور ينتقل اليه الجميع لجازى كل على حسب عمله و يسموه شأول او مكان الموتى او حال الموتى و كان اليهود يطلقو على القبر الهاوية وليس بالضرورة ان يكون الجحيم بالمعنى الذى صوره علماء المسيحية للشعب المسيحي و الدليل على ذلك قول يعقوب فى سفر التكوين الاصحاح 37 :35-37 35فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ. فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: ((إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحاً إِلَى الْهَاوِيَةِ)). و عندما نرى هذه الترجمة وننظر الى النص الانجليزى نرى انه وصفه بالقبر
All his sons and daughters stood by
71, but he refused to be consoled. “No,” he said, “I will go to the grave mourning my son.”72 So Joseph’s73 father wept for him.
اذا المقصود بالهاوية يا نصارى التى اوهمكم علمائكم بها هى القبر و ليس الهاوية و الجحيم فالنزول إلى الهاوية في الكتاب هو النزول إلى مكان الأموات، أي العبور من العالم المنظور إلى العالم غير المنظور. وهو ما يحدث لجميع البشر متى ماتوا ودُفنوا. (ب) لم تكن تلك العبارة في قانون الإيمان الرسولي من أول الأمر الخاص بالنصارى ، وإنما أُضيفت إليه في نحو القرن الخامس اذا موضوع ان المسيح نزل الى الهاوية اى الى القبر مثله مثل باقى الناس ليس ليخلص من سبقوه ممن كانو تحت الناموس و امانو فالذين سبقوه لا يعرفوه ولا سمعو به من قبل و ما قيل ان الله سوف يتجسد ولا يصلب لكى يخلص من هلك يا نصارى انظر فى كل المواضع التى تكلم عنها الكتاب بلفظ هاوية كان المقصود بها القبر و لكن تحريف المترجمين العرب يا له من تحريف سهل الكشف عنه
فانا اطلق عليهم مزورن بدائيون هواه فما احسنو التزيف و التحوير
انظرو معى ايضا فى مزمور 16-10 لأنك لم تترك نفسي في الهاوية
16:10 You will not abandon me
19 to Sheol
و كما قولنا ان الهاوية اى القبر او مكان الموتى عند اليهود يسمى شأول
و بولس فى رسالته الى افسس يقول فى الاصحاح 4-9
وأما أنه صعد، فما هو إلا أنه نزل أيضاً (أولاً) إلى أقسام الأرض السفلى»
و المقصود هو نزلو الجحيم ليخلص من سبقوه
انظرو الترجمة
4:9 Now what is the meaning of “he ascended,” except that he also descended
8 to the lower regions,9 namely, the earth?
و المقصود بها عملية النزول الى مستوى سفلى من الارض اى القبر
حتى ان بعض مفسرى المسيحية قالو انه نزل الى الحجيم ليرى و يحارب ملائكه ابليس
كما هو موجود فى تيموثاوس الاولى 3-16 وبالاجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد
و يقولون انها اعماله بعد ظهوره فى الجسد و منها تراءئ للملائكه اى ملائكه ابليس فى الهاوية
و نلاحظ ان كلما ذكر لفظ grave تم ترجمته الى لفظ هاوية لكى تثبت هذه الفكرة الضاله ان كل من سبق المسيح و من ضمنهم الانبياء فى الجحيم والهاوية و هذا يناقد تماما قصة الغنى والفقير مع ابراهيم فى انجيل لوقا الاصحاح السادس عشر الفقرات 23 الى 26
و لتوضيح شئ مهم خلط المسيحين بين مكان الشياطيين و المكان الذى يكون فيه الناس
حيث انهم خلطو ما بين الحجيم كما هو مذكور فى لوقا 8 - 30 فسأله يسوع قائلا ما اسمك .فقال لجئون .لان شياطين كثيرة دخلت فيه .31 وطلب اليه ان لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية .
8:31 And they began to beg
112 him not to order113 them to depart into the abyss.
انظرو معى اذن للفرق بين abyss و كلمة grave التى قالها يعقوب فى سفر التكوين
“I will go to the grave mourning my son
و كلاهما تم ترجمته الى كلمة الهاوية او الحجيم فى نظرهم

و لكى نكون منصفين فان معظم الشعب المسيحى لا يعرف عن هذه الامور اى شئ لذا و قد وضحنا بعون الله فى هذا المقال بعض الامور فهل ان لكم ان تسألو لماذا هذه الاختلافات و التناقد بين النصوص و الذى ادى الى التناقد فى العقيد و المذاهب فى امر من اخطر الامور التى تهم الانسان اين سيكون مكانه بعد الموت
يبقى ان اشير ان القدّيس أثناسيوس الكبير قال عن حال النفس بعد الموت مباشرة : "إنه سرٌ غريبٌ ورهيب، مخفي عن البشر".
القدّيس أثناسيوس الكبير أغنى هذا الموضوع بقوله لنا: "نفوس الخطأة موجودة في الجحيم، أما نفوس الأبرار فهي قرب اللّه، بعد حضور الرّب الثاني ستوجد في الفردوس". في الواقع يعلّمنا القدّيس يوحنا الذهبي الفم بأنّه "بالموت، تُقاد النفوس لمكان ما"، ماهو ياترى هذا المكان؟
اى ان علمائهم لا يعلمون عنه اى شئ و انما هى استنتاجات فمن اين يا نصارى قولتم بانه مكان انتظار
و انا اقول لهم اذ كنتم قد ترجمتم كلمة القبر على انها الجحيم فابشرو يا نصارى هذا حالكم فى القبر سيكون جحيم على من جعل الله ثلاث اقانيم فانا اقول لكم احسنتم الترجمة اذن تطبيقا على عقيدة وثنيه ما انزل الله بها من سلطان و كتاب كثرة فيه التناقدات حتى انكم ليس لديكم يقيين حقا اين ستكونوا بعد الموت
و لله الامر من قبل و من بعد
اللهم انى استودعك ما علمتنى فرده الى عند حاجاتى اليه



اخوكم العبد الفقير الى الله

نو مور 100100 نو
NO_MORE100100_NO








ليست هناك تعليقات: